يعزى سوء الحظ والنحس في علم النفس إلى الصدفة والتي تناولتها النظريات التي تتحدث عن السلوك الخرافي "superstitious" فقط، لأن سوء الحظ لا يمكن تفسيره على أساس علمي، فالحقائق والفرضيات يتم إثباتها عن طريق التجربة والدليل ولا يوجد في العلم سبب بدون مسبب.
قد يتبنى الإنسان هذا التفكير عندما تتكرر معه مجموعة من المواقف التي لا يستطيع تفسيرها لأنها خارج سيطرته أو غير قادر على التحكم بها، مما يجعله يظن أن الموضوع سوء حظ ليس إلا، فمثلاً قد نجد بعض الأشخاص الذين يربطون سوء الحظ وحسنه بامور مادية كإرتداء لون معين ليجلب لهم حسن الحظ أو رؤية شخص معين يعتبره نحس، كل هذه الأمور لا أساس لها من الصحة.
أما بالنسبة لجزئية السؤال التي تصفين بها نفسك بأنك ذات حظ متعثر فهنا تكمن المشكلة، فالتعامل مع الأمور من وجهة نظر التفاؤل والتشاؤم هي ما يؤثر في تفكيرنا، حسب النظرية السلوكية تكرار السلوك يؤثر في تفكيرنا ومعرفتنا فمثلاً الاستمرار بالابتسام رغم وجود ما ينغص حياتك سيجعلك في النهاية تشعر بالسعادة رغم وجود هذه المنغصات، أو الاستمرار بإحباط نفسك والشعور بالحزن سيجعلك تتبنى هذا الشعور أيضاً، وكذلك الحظ، فإيمانك بأنك ذات حظ سيء وإخبار نفسك بذلك والتصرف بناءاً على هذا هو ما يجعل كل ما يحدث معك يندرج تحت باب الحظ.
من وجهة نظري الشخصية أنا لا أؤمن بأن فلان حظه سيء وآخر حظه جيد، نعم هناك أمور قد نرجعها للصدفة لكن دائماً ما أكون على يقين أن هناك حكمة لا أعلمها من الموضوع حتى لو كان ظاهره نقمة فقد يكون باطنه نعمة، كشخصٍ طرد من عمله بدون ذنب وبدأ يلعن حظه لكنه بعد مدة التقى بشخصٍ عرض عليه وظيفة أفضل، كفتاة انفصلت عن خطيبها الذي تعلقت روحها به وبعد زواجه من أخرى علمت أنه يضربها ويهينها، قد نفقد شيء نرغبه أو لا نحصل عليه من الأساس، قد نقع بمشاكل ونخرج من أخرى، لكن علينا التوقف عن إرجاع السبب للحظ والبدء بالتصرف والتعلم من هذه المواقف حتى نتجنبها مستقبلاً، لنستغل ما يحدث معنا ونعتبره فرصة لتطوير أنفسنا وتفكيرنا .
لا تكوني السبب في جلب الطاقة السلبية والإحباط لنفسك، العالم فيه ما يكفي من المحبطين، تفائلي دائماً وانتظري لطف الله وتوفيقه خلف كل الأمور .
41 مشاهدة
