أجل الموت محدود لا يتقدم ولا يتأخر، ولا يمكن موت أحد قبل أجله، فقد قال الله تعالى: " فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ" سورة الأعراف آية 34. وقال تعالى: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا" سورة المنافقون آية 11 . فإذا حان موت العبد أماته الله بحسب ما قدر له، فقد يموت من غير علة، وقد يموت بحادث سير أو قتل أو مرض أو غير ذلك من الأعراض.
والله قدر الأسباب والمسببات ، وجعل من سننه في خلقه دفع قدر بقدر، والداء بالدواء ، وكل من الدافع والمدفوع قدر الله ،وحينما ذهب عمر إلى الشام وعلم قبل دخولها أن هناك طاعونًا شاور أصحابه في الرجوع واستقر الرأي على العودة بمن معه بعدًا بهم عن مواطن الخطر ، فقال أبو عبيدة : أنفر من قدر الله يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر : لو غيرك قالها يا أبا عبيدة ، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله . أرأيت لو كان لك واديان أحدهما مخصب والآخر مجدب، أليس إن رعيت المخصب رعيته بقدر الله ؟.
ومعنى تقدير الآجال قصيرة أو طويلة : أنها مقدرة مع أسبابها ، وليست منفصلة عنها. فإن الله عز وجل بحكمته قدر المقادير، وجعل لها أسبابًا تقع بها، قال ابن تيمية: وما قدره الله وعلمه من أحوال العباد وعواقبهم؛ فإنما قدره الله بأسباب يسوق المقادير إلى المواقيت، فليس في الدنيا والآخرة شيء إلا بسبب، والله خالق الأسباب والمسببات.
فلا انفصال في الأقدار بين المسببات وأسبابها بحال ، وخطأ الناس هنا دائما يتمثل في تصورهم تقدير المسببات كالموت والقتل والحوادث والأمراض بمعزل عن الأسباب ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد فصل في ذلك حين سئل عن الأدوية هل ترد من قدر الله شيئا ؟ فقال : “هي من قدر الله” فما أحكمه وأبلغه وأوجزه من جواب.
المصدر
إسلام ويب