حاتم الطائي كان من أكرم العرب، حتى أنه من شدة كرمة قد ذبح فرسه لضيوفه!!!
- فكان إذا ذُكر حاتم الطائي ذُكر الكرم معه فقالوا ( كرم حاتمي )
- وكان حاتم الطائي من قبيلة طي والتي قاومت الإسلام بشدة في بداية الدعوة الإسلامية بسبب موالاة هذه القبيلة للدولة الرومانية (الروم).
- ومن زعماء هذه القبيلة كعب بن الأشرف زعيم اليهود.
- وقد وردت بعض الأحاديث تتحدث عن حاتم الطائي منها :
1- ما رواه إبنه عدي بن حاتم قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك - يعني : من أجر - ؟ قال : " إن أباك طلب شيئاً فأصابه" رواه أحمد وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط .
- والمقصود بقوله :( إن أباك طلب شيئاً فأصابه) اي كان مقصده من الكرم السمعة وأن يذكر بين الناس بالكرم وقد نال ما قصده - وبالتالي ليس له أجر على ما كان يصنع من الكرم وذلك لسببين هما :
الأول : لأنه مات كافراً ، والكافر لا يقبل منه عمل .
الثاني : لأن عمله كان فيه رياء وسمعه ، والله تعالىلا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم .
2- وعن عدي بن حاتم قال : قلت: " يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم، وكان يفعل ويفعل ، قال: إن أباك أراد أمراً فأدركه - يعني : الذِّكر - رواه أحمد، وحسَّنه الشيخ شعيب الأرناؤط ، وصححه ابن حبان
3- وعن سهل بن سعد الساعدي - رضي الله عنه - أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا رسول الله إن أبي كان يصل القرابة ويحمل الكلَّ ويطعم الطعام، قال : هل أدرك الإسلام؟ قال : لا ، قال : إن أباك كان يُحبُّ أن يُذكر " .
رواه الطبراني في " الكبير " وهو ضعيف ، لكن يشهد له ما قبله .
- ومعنى: (يحمل الكلّ) أي ينفق على الضعيف والفقير واليتيم والعيال وغير ذلك .
- قال ابن كثير : وقد ذكرنا ترجمة حاتم طيء أيام الجاهلية عند ذكرنا من مات من أعيان المشهورين فيها وما كان يسديه حاتم إلى الناس من المكارم والإحسان، إلا أن نفع ذلك في الآخرة أي : (مشروط) بالإيمان، وهو ممن لم يقل يوماً من الدهر رب اغفر لي خطيئتي يوم االدين." البداية والنهاية "
- وهذا يدل أن العرب قبل الإسلام كان عندهم صفات وأخلاق جيدة منها (الكرم الشجاعة وإغاثة الملهوف، ومساعدة الفقير والمحتاج، والنخوة، والرجولة، والمروءة، وغيرها)
- لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)
-وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم : ( لقد شهدت حلف الفضول مع أبناء عمومتي ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت) قالوا شراح الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم " لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت " لأنه كان يدعوا إلى الفضيلة ونصرة المظلوم ، ويحث على الأخلاق الحميدة ، وينهى عن الأخلاق الرذيلة .
- ومما جاء في قصة إسلام ابنه عدي بن حاتم الطائي: «قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ» ثَلاثًا.. قُلْتُ: إِنِّي عَلَى دِينٍ. قَالَ: «أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ». فَقُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟! قَالَ: «نَعَمْ، أَلَسْتَ مِنَ الرَّكُوسِيَّةِ وَأَنْتَ تَأْكُلُ مِرْبَاعَ قَوْمِكَ؟» قُلْتُ: بَلَى. قَالَ: «فَإِنَّ هَذَا لاَ يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ». قَالَ: فَلَمْ يَعْدُ أَنْ قَالَهَا فَتَوَاضَعْتُ لَهَا.
فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنَ الإِسْلاَمِ؛ تَقُولُ: إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ، وَمَنْ لاَ قُوَّةَ لَهُ، وَقَدْ رَمَتْهُمُ الْعَرَبُ. أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ؟». قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا. قَالَ: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحِيرَةِ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ، وَلَيَفْتَحَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ». قُلْتُ: كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ؟! قَالَ: «نَعَمْ، كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ، وَلَيُبْذَلَنَّ الْمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ» أخرجه أحمد