" الكبريت الأحمر " لقب أطلق على محي الدين بن عربي الصوفي المسمى عند الصوفية بالشيخ الأكبر ، وسبب إطلاق هذا اللقب عليه الدلالة على ندرة أمثاله وقلة من مبلغ ما بلغه من علم وكشف وولاية بسب اعتقاد الصوفية .
حيث أن " الكبريت الأحمر " معدن غير موجود أصلا وإنما هو مصطلح صار يطلق عرفا للدلالة على الندرة وعزة الوجود وقلة النظير فكان الدنيا لم تجد بمثله ، ويعتقد بعضهم ان الكبريت الأحمر موجود في منطقة التبت وأنه من آثار سليمان عليه السلام ولكن هذا لم يثبت .
وقيل إن تسميته بالكبريت الأحمر له تعلق أيضا بكتاب منسوب له اسمه الكبريت الأحمر وهو كتاب تناول فيه علوم شتى من الدين والتفسير والحديث واللغة والطب وعلوم الطبيعة وذكر فوائد في التصوف ودرجاتها وبعض شؤونها ومتعلاقتها وهذا الكتاب له منزلته عند الصوفية .
ومحي الدين بن عربي هو محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي نسبة إلى حاتم الطائي الأندلسي المولد والنشأة ، ولد في مرسية من أعمال الأندلس عام 558هـ وتوفي في دمشق عام 638 هـ ، وله عند غالب الصوفية منزلة ورتبة عالية جدا حيث يعتبرونه شيخ الحقائق ، لذلك سموه بالشيخ الأكبر كما أسلفنا ,
وله كتب وكلام أحدثت إشكالات كبيرة من أشهرها كتابيه الفتوحات المكية وفصوص الحكم ، خاصة الكتاب الأخير الذي قال عنه الذهبي رحمه الله " إن لم يكن ما فيه كفر فليس في الدنيا كفر " ، لذلك انقسم العلماء والناس فيه إلى ثلاثة أقسام :
- قسم ذهبوا إلى تضليله وتبديعه بل وتكفيره إن كان مات على ما ذكره من كلام في كتبه المنسوبة له ، ومن هؤلاء : ابن تيمية رحمه الله ، والبقاعي ، وابن حجر العسقلاني ، وابن خلدون ، والذهبي ، وتقي الدين السبكي وغيرهم .
- وقسم سكتوا عنه مثل المناوي
- وقسم اعتقدوا فيه الولاية وذهبوا إلى ان كلامه له تأويل غير ظاهره ، ومنهم ابن حجر الهيتمي والسيوطي وكثير من متأخري الصوفية كالشعراني .
والله أعلم