لم أتعرض للابتزاز الإلكتروني قط، ولكنني شاهدت قصصا عديدة عنه، وشاهدت أيضًا كيف تعامل كلٌ منهم مع الموقف، بعضهم كان موفقًا وبارعًا في التعامل والبعض الآخر لم يوفق للأسف، بل عرّض نفسه للمزيد من الابتزاز.
في الحقيقة هناك من لا يعرف ما هو الابتزاز الإلكتروني، ربما لم يتعرض له، أو ربما لم يكن سمع أو شاهد أو كان شاهدًا عليه، هدفنا في هذا المقال تسليط الضوء على هذه الحادثة وشرحها للجميع لنقدم الوعي الكافي للأفراد في كيفية التعامل مع هذا الموقف في حال التعرض له.
ما هو الابتزاز الإلكتروني؟
هو عملية تهديد للضحية بنشر صور أو فيديوهات أو معلومات شخصية سرية، مقابل دفع الأموال أو لاستغلال الضحايا للقيام ببعض الأعمال المخلة بالآداب أو السرقة أو ضمهم لجماعات إرهابية أو جماعات غير قانونية أو تسريب معلومات تخص جهة العمل التي يعملون بها.
كيف تبدأ عملية الابتزاز؟
ربما تبدأ العملية من خلال استخدام مختلف المواقع على شبكة الإنترنت وقبول أصدقاء لا نعرف أي معلومة عنهم، بعد ذلك يقومون بأساليبهم الخاصة باستدراج الضحية لانتقال التواصل بينهم الى محادثات الفيديو بدلًا من الرسائل النصية، بعد ذلك يبدأ المبتز باستدراج الضحية وتسجيل المحادثات والفيديوهات التي تضم محتوى مسيء وفاضح للضحية.
بعد أن تتم عملية التسجيل والحصول على كافة ما يريده المبتّز، تبدأ عملية التهديد فيقوم بإرسال الفيديوهات الى الضحية وتهديدها إذا لم يتم دفع المبالغ المالية المطلوبة فإنه سيتم نشر المحتوى، ولكن عملية الابتزاز قد لا تقتصر على طلب مبالغ مالية كبيرة، بل قد تصل إلى استخدام واستغلال الضحية كثير من الأمور المخلة بالآداب والشرف والتقاليد ويكون الضحية في تلك الحالة قد وصل إلى مرحلة الاستسلام تمامًا، لأنه لم يكن لديه معرفة ووعي كافي في كيفية التعامل مع هذا الموقف وحماية نفسه من هذا الاستغلال.
كيف نتعامل مع الابتزاز الإلكتروني؟
في حال تعرضك لعملية الابتزاز الإلكتروني نتوقف تمامًا عن التواصل مع المبتز وإن تعرضت لتهديدات كبيرة، واحذر من تحويل مبالغ مالية أو إعطائه رقم بطاقتك البنكية، وقم فورًا بتبليغ الجهات المختصة عن الحادثة، وهنا أشير إلى دائرة الجرائم الإلكترونية، حيث مؤخرًا ونتيجة حدوث الكثير من الجرائم الإلكترونية استحدثت دائرة الجرائم الإلكترونية وقانون الجريمة الإلكترونية في معظم البلدان العربية، حيث التعامل مع الجريمة بسرية تامة دون تعريض الضحية لأي خطر بل يقومون بحمايتها وإنهاء الحادثة بسرية أيضًا، وتختلف قوانين الجرائم الإلكترونية من بلدٍ لآخر ولكن تتفق جميع البلدان بأن الشخص المبتز يتعرض لعقوبة كبيرة تصل إلى السجن لسنوات ودفع غرامات مالية كبيرة، ليكون درسًا للآخرين ممن يحاولون استغلال الأبرياء في أعمالهم السيئة.
كيف نحمي أنفسنا من الابتزاز الإلكتروني؟
هناك العديد من القواعد التي يجب علينا جميعا اتباعها لحماية أنفسنا من التعرض للابتزاز الإلكتروني:
- رفض الصداقات من قبل أشخاص غير معروفين لديك.
- لا تشارك معلوماتك الشخصية على الإنترنت.
- لا تقم بمكالمات فيديو مع أشخاص لا تعرفهم بل هم مجرد صداقات عبر الإنترنت.
- لا ترد على رسائل مجهولة المصدر لك.
يجب علينا جميعا أن ننشر ثقافة الوعي في هذه الأمور لنساعد من وقع بها على الخروج منها بأقل الأضرار ولحماية الآخرين من الوقوع فيها، وفي النهاية نصيحة للجميع مهما كان حجم الخطأ دعونا جميعا ألا نعالجه بأساليب خاطئة أكبر حجما من الخطأ نفسه، بل دعونا نحتويه أولًا ونحتوي من وقع في الفخ لأنه مجرد ضحية، ونلجأ دائمًا إلى المكان الصحيح لمعالجة الخطأ.