إذا كان العمل استعباداً،
إذاً مالذي يعنيه تقديم عشرات الآلاف من السير الذاتية يومياً إلى الشركات و إلى صائدي الموظفين المميزين،
هل تفرح إذا تم طردك من العمل أم تحزن، من المفترض أن يفرح العبد عندما ينال حريته؛
لكنك و بعد تقبل صدمة طردك من العمل ستقدم لكل فرصة لم تكن تروق لك و أنت جالس في مكتب عملك السابق،
العمل لا يعتبر استعباداً عندما تعمل في مكان يقدر العمل و العامل،
يتورط البعض في شركات سيئة و مدراء غير مهنيين فتنعكس صورة نمطية سيئة عن العمل
أو أنك تجد عاملاً اضطر للعمل في مجال لا يرغبه فيرى الأمر أكبر من مجرد استعباد فتراه محبوس الإمكانيات و القدرات في هذا المجال الذي لا يلبي شغفه.
العمل مع شركات مهنية و مدراء خلوقين ليست لديهم تشوهات الإدارة الهدّامة يجعل من العمل أمل و من التعب متعة و من ساعات العمل الطويلة وقتاً خفيف الظل يمتع قدراتنا و ينهض بهمتنا.
راقت لي مؤخراً مقولة تبين مدى دراية صاحبها بحقيقة العمل
"طور موظفيك للحد الذي يمكّنهم من إيجاد عمل أفضل،
و عاملهم جيداً إلى الحد الذي يرفضون به الرحيل"
هل تعتقد أن كاتب هذه المقولة نشأ في بيئة مهنية تعامل الموظف كعبد؟!
بالطبع لا،
إذاً يمكننا الإستنتاج بأن التصرفات الفردية هي ما تجعل الموظف يشعر بأنه عبد لصاحب الشركة و هذا كله بسبب تدني أخلاق العمل لدى سياسة الشركة و موظفيها.
قد لا يخلو أي عمل من وجود منغصات حتى الذين يعملون لحسابهم الشخصي فإنهم يواجهوا منغصات و متاعب أكثر ممن يعمل لدى الآخرين،
لو سألنا شخص تم توظيفه اليوم عن عبودية العمل لنجده سعيداً و يعطينا بعض الحلوى و يجيبنا بالطبع لا،
لكن مع مرور الوقت قد نرى هذا الشخص عينه بدأ بالتذمر من العمل ،
نعم قد يكون العمل شاقاً و مملاً و يأخذ وقتنا و يبعدنا عن أحبتنا لكنه بذات الوقت يجعلنا ننتفع و نسدد التزامات كثيرة مترتبة علينا و يحنو علينا أحيانا لنستطيع التنزه و لو بالجوار في أوقات العطل و الإجازات طبعاً،
و بالرغم من كل ضغوطات العمل فإننا سنشعر بالنقص بدونه بالفراغ و عدم القيام بأي شيء طيلة اليوم أمرٌ فضيع لمن جربه.
و قد رأيت كيف أصبح العالم أثناء حظر التجول في فترة ذروة فيروس كورونا و حتى الذين عملوا عن بعد أصابتهم حالات اكتئاب من قلة العمل المعتادين عليه.
ينقسم العالم يا صديقي بين نافر من العمل المأجور و بين العمل الحر،
لتلك الطريقين مخاطر و لهما أيضاً حسنات فإختر أنت طريقك بعناية.
نعم قد يسلبنا العمل وقتنا و جهدنا لكن المتطلع لحال العاطل عن العمل نجده حزيناً ذابلاً حتى لو كان وضعه المادي جيد فإنه بحاجة إلى ماسة إلى العمل بدلاً من إذلال الفراغ له.
ستجد الكثير من الوقت الممتع لو تعرفت عن كيفية نيل الرضا الوظيفي،
حتى تستطيع التكيف بالعمل و تأكد أنك ستكون مبدعاً إذا وجدت البيئة الملائمة لشغفك و حسك فبعدها سيصبح العمل بالنسبة لك مصدر راحة حتى لو كان مكتبك مليئاً بالعمل.
و تأكد أنه إذا كان مديرك سيئاً فهذا يعني فقط أنه هو السيء لا جوهر العمل،
أما إذا كان عملك روتينيه يشعرك بذلك الشعور عن العمل فخذ إجازة و تأكد أن العبيد لا يأخذون إجازة و اذهب إلى حيث تهدأ نفسك و تشحن طاقتك و عُد بعدها إلى عملٍ يجعلك سعيداً.