أؤمن بنفسي كثيرًا، لأنني اجتهدت في حياتي، وعملت من أجل تطوير ذاتي وسمو عقلي. والإنسان المجتهد هو من يطور نفسه كل يوم، ولا بد أن يؤمن دائمًا بنفسه وبقدراته. إن العمل والبناء، والتحسين والتطوير والاستكشاف، لن يذهب أدراج الرياح، بل يبقى ويستقر في النفس، وسيكبر يومًا ما، ويصبح ثقة وإيمانًا ورِفعة، وتحقيقًا للأهداف،ولأنني منذ صغري أفكر في كل شيء حولي، وأتفكّر في كل الأشياء من دون استثناء، لا يمكنني أبدًا أن أقتنع بالمسلّمات من دون أن أحلّلها أولًا، ثم أعيد تركيبها وترتيبها من جديد. إنني أختبر نفسي في كل الأشياء، وأضعها في مواقف حرجة؛ فأدرس تصرفاتي وألاحظها. وأحيانًا، لا تعجبني النتيجة، ويغيظني تصرّفي، ولكن لا أيأس، وأكرر المحاولة، وأعيد التمرّن والسعي، فهي أفضل الطرق للوصول لأفضل النتائج.
ومن الأشياء التي جعلتني أؤمن بنفسي ما يأتي:
- قد ينظر لي بعضهم في البيئة المحيطة على أنني فاشلة، أو غريبة الأطوار نوعًا ما، وأن تصرفاتي خارجة عن المألوف، وقد يكون لطريقتي في اللباس دور في ذلك، أو ربما لأنني حين أمشي في الشارع، لا أضع عينيّ في الأرض، بل أجعلهما في أعين الناس، إن ذلك يعطيني ثقة بنفسي، وربما لأن أفكاري منفتحة على العالم، ويراها كثيرون غريبة، وربما فلسفتي في الحياة، وطريقتي في التعبير عن رؤايَ، إلا أن ذلك كله لا يجب أن يزعزع ثقتي بنفسي.
- أحيانًا، أعبر عن أفكاري التي قد تبدو جامحة بصوت عالٍ، وأرى علامات التعجب في أعين الناس، ولكن هذا لا يمنعني، ولا يوقفني عن المضي نحو تحقيق ذاتي؛ لأن مواجهة الآخرين بأفكارك الجديدة المنفتحة، لن تكون أمرًا سهلًا، اليوم سيرونها غريبة، وغدًا حين تتحقق، سيرونها أجمل وأحسن. وعلى الرغم من بلوغي سن الرابعة والعشرين من عمري، ولغاية كتابة هذه السطور، لا أملك سيارتي الخاصة، أو وظيفتي الثابتة التي تدرّ عليَّ دخلًا ماديًّا جيدًا؛ إلا أنني أملك أشياء ثمينة كثيرة في حياتي، توازي امتلاكي لتلك الأشياء، فلدي أعمالي التي أحبها، ومواهبي واهتماماتي التي تميزني عن غيري، أفعلها بحبّ وشغف، وأشغل نفسي بها، وأرى أن أهدافي وطموحاتي مختلفة تمامًا عمّا يعتقده الناس.
- عندما أرى العقبات أمامي، ماذا أفعل؟ لا أعيرها أي اهتمام وأتجاوزها معتمدة على إيماني بذاتي، فأنا مؤمنة بأنني على الطريق الصحيح، وأهدافي وغاياتي واضحة أمام عينيّ، وأؤمن بأنني سأحققها، فالمسألة ليست إلّا مسألة وقت، ووضعَ مزيد من الرؤى والإستراتيجيات للوصول إلى مبتغاي. فالثقة بالنفس والإيمان بالقدرات والطاقات الكامنة، يستدعيان بذل الجهد، والتطلع إلى الحياة بواقعية وأمل، واستيعاب أن الحياة مصاعب وعقبات، وفرص يجب استثمارها، وتقدير للنفس، وإحساس بأن كل شيء يتحقق بالإرادة والصمود والصبر، والثقة أولا وأخيرا بالله تعالى.
كن على ثقة أن إيمانك بنفسك مفتاح نجاحك.