هل حقاً الأنسان الذي يسرح كثيراً يُعتبر من الأذكياء وأصحاب الفن والأبداع؟

لا ليس بالضرورة أن نحكم على من يسرح بذهنه بأنه صحاب ذكاء وإبداع فالأمر يعتمد على طبيعة هذا السرح أو الحلم أو الخيال إن صح القول وكيفية توظيفه، ففي حال كان إعمال العقل من خلال السرحان سببه التوصل لفكرة معينة أو نتيجة معينة فهو هنا دليل على الذكاء والإبداع، أما في الحالات الأخرى فهو غير ذلك.

 والحالات التي يكون فيها السرح غير دال على الإبداع:

أولا: تشتت الانتباه وفقدان القدرة التركيز: وهنا عدة أسباب تؤدي إل وجود مثل هذا الأمر وأهمها:

- تغير الهرمونات خلال فترات معينة، مثل فترة المراهقة أو فترات الحمل لدى النساء على سبيل المثال.

- وجود خلل عضوي في الغدد الصماء أو في الدماغ تؤثر وبشكل كبير على القدرة الإدراكية ينتج عنه عدم القدرة على التركيز.

- وجود عوامل بيئية منها المشكلات الأسرية أو الدراسية أو العملية.

ثانيًا: وجود أحلام اليقظة بطريقة مبالغ فيها: وهنا يكون السرح الهدف منه الهرب من الواقع وإشباع الرغبات النفسية المختلفة التي تسبب الشعور بالرضا والأمن والسعادة، وفي بعض الحالات تكون هذه الأحلام ظاهره وبشكل كبير ومبالغ فيه، مما يؤدي إلى تعطل وجود تطور على الحياة الواقعية، ولكنه عندما يكون ظاهر كدافع ومقترن بفعل حقيقي على أرض الواقع يمكن القول أنه دليل على الذكاء وغيره من الأمور الإيجابية.

السرح (الخيال) بنسب طبيعية وحسب الدراسات قد يكون عامل مساعد على تطوير الذكاء والإبداع وذلك للأسباب التالية:

- أن تسرح بخيالك يساعد على التخطيط بشكل أفضل للمستقبل، ويحسن الذاكرة، وهذه تعد عمليات عقلية عليا ضرورية للتطور والنمو وبالتالي تحقيق الإبداع وتطوير استعداد الذكاء.

- السرح عامل مهم في تطوير القدرة العقلية على ربط الأشياء الغير مترابطة، وفهم طبيعة الروابط بشكل أعمق، وهنا لا بد أن ننوه أن الخيال لا بد أن يكون موجة بطريقة معينة حتى يتم التوصل للروابط المفقودة أو فهم الروابط الخفية.

- السرح والخيال سبب في توحيد جوانب التجارب السابقة التي مر بها الإنسان وبالتالي فهم مواضع الخلل ومواضع القوة وأخذ العبرة والعظة منها، مما يساعد على وجود تعلم جديد وابتكار جديد وإبداع جديد.

ويمكن القول أن السرح (الخيال) مطلوب لدى البعض خاصة أصحاب الميول والاهتمامات الفنية والذي من خلاله يمكن أن يطوروا القدرة على التخطيط والتذكر والربط والتوصل للإبداع والخيال، وفي النهاية لا بد أن أنوه أن الذكاء عبارة عن استعداد لدى الأشخاص ويطور من خلال البيئة وفي حال كان العامل الوراثي له دور في وجود استعداد منخفض فسيكون الخيال بنتائجه مهما استمر بسيط إن لم يتم تحفيزه بعدة عوامل بيئية منها التعلم واكتساب الخبرات.