هل الأفضل أن تصلي المرأة في البيت أم في المسجد؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠١ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد و أعظم اجراً لها ، وإن كان يشرع لها الخروج للمسجد بالضوابط الشرعية ولا يجوز لزوجها منعها من شهود صلاة المسجد ما دامت ملتزمة بهذه الضوابط وهي أن تخرج غير متزينة ولا متعطرة وبلباسها الشرعي الكامل وأن تؤمن الفتنة من خروجها ، ولكن يبقى صلاتها في منزلها خيراً لها بنص حديث النبي عليه السلام .

فعن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها " (رواه أبو داود) .

وعن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي رضي الله عنهما : " أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي ، قال : فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمه فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل " . ( رواه أحمد ).

فانظر كيف فضل صلاتها في بيتها على صلاتها في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أن الصلاة فيه بألف صلاة كما هو مشهور ومعلوم .

وورد في الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها . قال : فقال بلال بن عبد الله : والله لنمنعهن . قال : فأقبل عليه عبد الله ، فسبه سبا سيئا ، ما سمعته سبه مثله قط ، وقال : أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : والله لنمنعهن ؟ } وفي لفظ { لا تمنعوا إماء الله مساجد الله } " .

فهذا الحديث فيه الأمر للرجال بعدم منع النساء من حضور المساجد وشهود الجماعات ولكن كما قلنا بالضوابط الشرعية ، فإذا لم توجد الضوابط أو خيفت الفتنة فيمنع .

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : " لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني إسرائيل" ( متفق عليه) 

وإذا كانت عائشة تقول هذا وهي في زمن التابعين فكيف لو أدركت زماننا !!

والحكمة من تفضيل صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المساجد واضحة ، وهي أن هذه المساجد هي من مجامع الرجال في الغالب ، وقد يحصل اختلاط رجال بنساء عند الدخول والخروج ،و الشيطان يوسوس وله خطوات ، لذلك استحبت الشريعة أن تصلي في امرأة في بيتها سداً للذريعة ، ولكنها لم تحرم حضور الجماعة على المرأة في المقابل مادامت الضوابط الشرعية موجودة لأنه قد توجد مصلحة شرعية من حضورها والفتنة ليست غالبة فلم يبلغ الأمر حد المنع . 

ويستثنى من استحباب صلاة المرأة في بيتها صلاة العيدين فيستحب حضور النساء لها ويتأكد ذلك ، لأنها من المجامع العامة  التي استحبت الشريعة حضور جميع المسلمين لها إظهارأ لشعيرة المسلمين في هذا اليوم الذي هو عيد للأمة كاملة رجالها ونسائها ، فصلاة العيد هي جزء من العيد وليس العيد مختصاً بالرجال فاستحب حضور النساء وتأكد .

جاء في الحديث المتفق عليه عن أم عطية رضي الله عنها "  كُنَّا نُؤْمَرُ أنْ نَخرُجَ يَومَ العِيدِ حتَّى نُخْرِجَ البِكْرَ مِن خِدْرِهَا، حتَّى نُخْرِجَ الحُيَّضَ، فيَكُنَّ خَلْفَ النَّاسِ، فيُكَبِّرْنَ بتَكْبيرِهِمْ، ويَدْعُونَ بدُعائِهِمْ، يَرْجُونَ بَرَكَةَ ذلكَ اليَومِ وطُهْرَتَه " .

والله اعلم  





  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة