نعم لقد أوشكت حرفة صناعة الفخار على الانقراض.
نحن جميعًا نعلم بأن صناعة الفخار هي واحدة من أقدم وأشهر الحرف التي عرفها الإنسان، فهي قديمة قدم البشرية، وهي من الفنون الجميلة التي مارسها الإنسان عبر أجيال عديدة والتي لعبت دورًا كبيرًا في الحضارة الإنسانية، فشهدت على تقدم الإنسان في القدم. وحالها حال الحرف الأخرى التي تطورت عبر الزمن فلم تبقى وتثبت على نفس النمط التي كانت عليه بل تم تطويرها.
بدأت صناعة الفخار بطريقة يدوية تقليدية وذلك بسبب قلة الأدوات والآلات في ذلك الوقت حيث كانت تعتمد على اليد والفرن ثم مع مرور الزمن أصبحت تتم من خلال آلة تدور مثل العجلة، ثم مع تطور التكنولوجيا أصبحت تعتمد على الآلات الحديثة.
ومن المعروف أن معظم الحرف يتم تعلمها وتوارثها من جيل إلى جيل، فكان صاحب الحرفة يعلم الحرفة لأحد أبنائه أو جميعهم وبالتالي تنتقل هذه الحرفة من جيل لآخر.
كانت صناعة الفخار في البداية بسيطة تتناسب مع مطالب الحياة اليومية، فكانت تستخدم للأدوات المنزلية على شكل أدوات للطبخ وأواني للتخزين ثم أصبحت تستخدم لأواني الزرع والمزهريات والتماثيل والتحف والمباخر.
وبالرغم من قدم هذه الحرفة وأهميتها إلا أنها أوشكت على الانقراض حيث لم يعد عليها طلب كبير كالسابق. فما سبب ذلك؟
إحدى الأسباب التي جعلت هذه الحرفة على وشك الانقراض هي ظهور مواد أصبحت تحل محل الفخار مثل البلاستيك، والذي أصبح يستخدم في صناعة آنية الطعام وذلك لأن البالاستيك أرخص وأخف.
كما يرى الكثير أيضًا بأن هذه الحرفة لم تعد تتناسب مع هذا العصر.
رغم أن بعض الأشياء كلما مر عليها الزمن ازدادت جمالًا وقيمة، فصناعة الفخار تعتبر إرث حضاري يجب علينا الحفاظ عليه. فلا يجب أن ننظر إلى كل الأشياء التي تعود للحضارات القديمة أنها لم تعد مناسبة لعصرنا وأنها مر عليها الزمن فهناك ما هو جميل وقيم ويعبر عن حضارتنا والذي يتوجب علينا الحفاظ عليه.