نَصيحَتِي إذا أردتِ صِناعَة الفخارِ أن تَأخُذَ دَورَة أولاً بِذلِك قَبل المُباشرة بصنعِ الفُخارِ وحدك، لكن سَأشَرح لكِ أهم الخُطُوات والمعلومات التي قَد تُساعِدك أيضاً بذلك.
صناعة الطّين
يَتم صِناعَةُ الفُخارِ من الطّينِ، ولكن هُناكَ آلية لتحضيرهِ وهِي أن يَتم إحضار الطّين وتَنعيمه حتّى يَسهل نَخله، يوضَع الطّين في بِركة دائريّة ويَخلص مَع أكثر من نَوع، ثمّ يسكب الماء عليه ويترك ساعتين، بعدها يخلط الطّين بشكل جيّد.
تُستخدم أداة المشخال لإزالة الشوائب من الطين، ثمّ يُصَفّى ويُترَك حتّى يَتماسَك، بَعدها يُمكن استخدامه لتصنيعِ وتَشكيلِ الفُخار.
لا تُصدَم من حجمِ الفُخار بعدَ وضعهِ بالفرنِ وجفافِهِ، فإنّهُ سَينكمش لتصلّبِ وتَقلّصِ ألياف الصّلصال وجفافِ المياهِ.
صناعة الفخار
هنالك ثلاث طرق متّبعة لصناعة الفخار وهم:
- يُمكنُ تَشكيلُ الفُخارِ يَدويّاً، أي باليد لتكوينِ الشّكل المَطلوب، وبَعد الانتهاء يوضع تَحت أشعةِ الشّمس ليجف، بَعدها يوضع بفرنٍ حتى يَتماسك أكثر.
- يُمكن أيضاً تَشكيلُ الفَخار باستخدام القوالب الجاهزة التّي تُسهل العَمل، ويُمكنك أيضاً استئجارهم بَدلاً من الشراءِ إذا لم يَتوفر لك ثمنهم.
- هناك عَجلة أيضاً مُصمّمة خِصيصاً لتشكيلِ الفَخارِ، وتُعدّ هذه الطّريقة من الطّريق الحديثة، وتحتاج إلى مهارة.
الأدوات المستخدمة
إليك بَعضُ الأدواتِ المَستخدمةِ لصناعةِ الفخارِ، قد تَحتاجُ بَعضهم أو جَميعهَم حَسب الطّريقة المتّبعة.
1. مَناشف
2. دَلو لحفظِ الماءِ أو لحفظِ الطّين
3. أكثر من دلو كَبير لتنظيفِ المياه
4. فرشاة كبيرة ناعمة
5. سلك قطع
6. إبرة للفخار
7. أداة النمذجة الخشبيّة
8. إسفنج لنقل الماء إلى الطّين
9. صندوق لحفظ أدواتك
من الأفضَلِ أن تَجد مَساحةً جيّدةً خاليةً من الأثاثِ المَنزلي لصناعةِ الفخارِ، لأن هذه العلمية تنثر الغبار والأتربة بِكثرة، وتَعمل على تَوسيخ المَكانِ والتصاقه أيضاً.
للفخار ثلاثة أنواع وهم:
1. الخزف: هو أول نَوع تمّت صِناعتُه فهو يعود إلى حوالي 9000 عام.
2. الخزف الحجري: يتميّز بصلابتِه العاليةِ ولونِهِ شِبه الشّفاف، لكن يُمكنُ أن يَختلف لونه كأن يكون رمادي، أو أسود، أو بني، أو ابيض... إلخ.
3. البورسلان: وقَد تمّ تَصنيعه في الصّين أول مرّة ولم يَتم في الغَرب، حيثُ يُستخدم الطّين الصّيني المُسمى بالكاولين في تَصنيعه.
تاريخ صناعة الفخار عبر الزّمن
بَدأ اليونانيين بصناعةِ الخزفِ الحجري الأحمر، لأدواتِ الشّربِ والأكلِ وقد اهتموا كثيراً بالتّزيينِ والتشكيلِ بالفخارِ. ثمّ بعدَ مَجيء الإسلامِ وانتشارِه واستقرار المُسلمين، انتشرت صناعةُ الفَخار عندهم المُتميّزة بالزّخرفةِ الإسلاميةِ التي تَعكس ثقافتهم، وتطوّرت هذه الصّناعة عندهم حتّى أصبحت الأفضل في العالم. أما في العصر الحديث فقد عمل الغرب على صناعة الفخار باستخدامِ الآلاتِ والتي زادت من سهولةِ وسرعةِ عمليّةِ الإنتاج.
كانت صِناعةُ الفخارِ من الحرفِ المُهمةِ قديماً، لأن البَشر اعتمدوا عليها كثيراً في صِناعةِ الأدوات المَطبخيّة ولعدمِ انتشارِ موادٍ أخرى لصناعَتِهم. من الأدوات الفخاريّة المستخدمة قديماً: الجَرة لحفظِ الأغذية، وأدوات الطّهي كالصّحونِ، والطناجرِ، والأباريقِ، والكاساتِ، والزيرِ أو الجحلةِ لحفظِ المياهِ والاحتفاظ ِببرودتها، والمزّهرياتِ وأشكالِ زينةٍ وفنيّةٍ أخرى.
بكل أسف تُعَدّ هذه المِهنة مُندَثرِة لعدمِ استخدام الفُخار في المنزلِ وغيره، واستبداله بالزّجاجِ والملامينِ والبلاستيكِ والتيفالِ... إلخ. ولم يبقَ الكَثير من صانعي الفَخار على قيدِ الحياةِ، والقليلِ مِنهم ورّثوا هذه المهنةِ لأبنائهمِ، والذين ما زالوا مُستمرين بهذهِ الصّناعة يَتحدّثون أنها موهبة لوقت الفراغ، وتحدّثوا عن قلّةِ الطّلب وأن المُعظَم يَشتري فقط الفَخار كقطعةٍ أثريةٍ وأنها من العصرِ القديمِ لا للاستخدام.
كم مِن الحِرف والصّناعاتِ القديمةِ الجَميلةِ والعَريقَة التّي اندثَرت عَبر الزّمن وبِسبب التّطور، لذلكَ يَجب علينا المُحافظة عَليهم ولو بشكلٍ بسيطٍ حتى يَستمرَ أثرهم للأجيالِ القادمةِ.