*نعم أسلمت يوم الفتح (فتح مكة) حين جاءت إلى النبي عليه الصلاة وسلم وقالت :
يا محمد إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله". وكشفت عن نقابها وقالت: "أنا هند بنت عتبة". فقال لها رسول الله: مرحبا بك .
واسمها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية ، وهي زوج أبي سيفيان وأسلمت يوم الفتح وقد حسن إسلامها، و شهدت وزوجها اليرموك ، وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة من الهجرة.رضي الله عنها .
فأسلمت هند وحسن إسلامها ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت : "(جَاءَتْ هِنْدٌ بِنْتُ عُتْبَةَ ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كَانَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْ أَهْلِ خِبَاءٍ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يَذِلُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ، ثُمَّ مَا أَصْبَحَ اليَوْمَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَهْلُ خِبَاءٍ ، أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ يَعِزُّوا مِنْ أَهْلِ خِبَائِكَ ) .
وقد حسُنَ إسلام هند ، فكما كانت تخرج مع جيوش الكفار لتحمسها لقتال المسلمين، بدأت تخرج مع جيوش المسلمين لتحمسهم لقتال الكفار.
ومن أشهر المواقف لها يوم اليرموك، عندما بدأت تشجع المسلمين على القتال في سبيل الله، وعلى خوض غمار المعركة الهائلة ضد مائتي ألف رومي، فكانت من أدوات النصر العظيمة في ذلك اليوم العظيم
فكان لهند بنت عتبة صولات وجولات في غزوة أحد ، حيث قامت هند بنت عتبة في النسوة اللاتي معها، وأخذن الدفوف يضربن بها خلف الرجال، لتحريض المشركين على القتال، وكانت مقولتها الشهيرة :
إن تقبلوا نعـانق ونفرش النمـارق أو تدبـروا نفارق فراق غير وامـق
وهناك روايات ذكرت بأن هند بنت عتبة والنساء اللواتي كنا معها قمن بالتنكيل والتمثيل بشهداء أحد فقمن يجدعن أنوف المسلمين ويبقرن بطونهم ويقطعن الآذان وقد استثنوا حنظلة؛لأن أباه كان من المشركين، وبأنها بقرت بطن حمزة فلاكتها، فلم تستطع أن تسيغها، فلفظتها.
وهذا منكر وباطل واسناده مرسل لا صحة له ولم يثبت فيه أي شيء من الصحة
ولكن التمثيل بحمزة رضي الله عنه وشق بطنه بعد استشهاده ثابت وصحيح .
لحديث النبي عليه الصلاة والسلام حينما رأى شهداء أحد أَنَّه قال يوم أحد : ( مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ ؟ ) فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ : أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ ، قَالَ: ( فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ ) ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، ثُمَّ وَقَفَ بَيْنَ ظَهْرَيِ الْقَتْلَى ، فَقَالَ : ( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ إِلَّا جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .