قيل إن هذه القصة حدثت قبل الإسلام، حيث كانت أم معاوية هند بنت عتبة زوجة لرجل غير أبي سفيان وهو الفاكه بن المغيرة بن عبد الله المخزومي القرشي.
- وكان للفاكه بيت للضيافة يغشاه الناس فيه بلا إذن، فقام يوماً في ذلك البيت، وهند زوجته معه، ثم خرج عنها وتركها نائمة، فجاء بعض من كان يغشى البيت فلما وجد المرأة نائمة ًولى عنها. فاستقبله الفاكه بن المغيرة، فدخل على هند وأنبهها، وقال: من هذا الخارج من عندك؟ قالت: والله ما انتبهت حتى أنبهتني، وما رأيت أحداً قط. قال: الحقي بأبيك. وخاض الناس في أمرهم.
- فقال لها أبوها: يا بنية: أنبئيني شأنك، فإن كان الرجل صادقاً دسست عليه من يقتله فينقطع عنك العار، وإن كان كاذباً حاكمته إلى بعض كهان اليمن: قالت: والله يا أبت إنه لكاذب. فخرج عتبة، فقال: إنك رميت ابنتي بشيء عظيم، فإما أن تبين ما قلت، وإلا فحاكمني إلى بعض كهان اليمن. قال: ذلك لك. فخرج الفاكه في جماعة من رجال قريش، ونسوة من بني مخزوم، وخرج عتبة في رجال ونسوة من بني عبد مناف، فلما شارفوا بلاد الكاهن تغير وجه هند، وكسف بالها. فقال لها أبوها: أي بنية، ألا كان هذا قبل أن يشتهر في الناس خروجنا؟ قالت: يا أبت، والله ما ذلك لمكروه قبلي، ولكنكم تأتون بشراً يخطئ ويصيب، ولعله أن يسمني بسمة تبقى على ألسنة العرب. فقال لها أبوها: صدقت، ولكني سأخبره لك؟!
- وقبل أن يصلوا بيت الكاهن، أخفي عتبة في دبر المهر حبة قمح صغيرة،
- ثم دخل إلى الكاهن وقال له: إنا قد جئناك في أمر، وإني قد خبأت لك خبأ أختبرك به فانظر ما هو، فقال الكاهن "
حبة بر في دبر مهر "
-فقال له عتبة، فما بال تلك النساء،
- فاقترب الكاهن منهن واحدة واحدة وراح يقول لهن قومي قومي قومي، إلى أن وصل هند، فقال لها
"انهضي غير وسخاء ولا زانية، وستلدين ملكا يقال له معاوية "
- فأسرع زوجها الفاكه إليها وقبل يديها وقال هي زوجتي، فنفضت يديه وقالت، والله لن يكون منك، وتزوجت من أبي سفيان، وأنجبت منه معاوية.
- واسمها هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية، وهي زوج أبي سفيان وأسلمت مع زوجها يوم الفتح وقد حسن إسلامهما، وشهدت وزوجها اليرموك، وماتت يوم مات أبو قحافة في سنة أربع عشرة من الهجرة. رضي الله عنها.
-وفي يوم فتح مكة قالت هند لأبي سفيان: "إني أريد أن أبايع محمدا". قال: "قد رأيتك تكذبين هذا الحديث أمس! " فقالت: "والله ما رأيت الله عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة. والله إن باتوا إلا مصلين". قال: "فإنك قد فعلت ما فعلت. فاذهبي برجل من قومك معك". فذهبت إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وقيل: إلى أخيها أبو حذيفة بن عتبة، فذهب معها فاستأذن لها فدخلت وهي منتقبة، والرسول يقول: «تبايعوني على أن لا تشركن بالله شيئا»، فلما قال: « ولا يسرقن ولا يزنين»، قالت هند: "وهل تزني الحرة وتسرق؟ " فلما قال: « ولا يقتلن أولادهن»، قالت: "ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا"
-فأسلمت هند وحسن إسلامها، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، لحديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " (جاءت هند بنت عتبة، قالت: يا رسول الله، ما كان على ظهر الأرض من أهل خباء أحب إلي أن يذلوا من أهل خبائك، ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء، أحب إلي أن يعزوا من أهل خبائك).
- وقد حسُنَ إسلام هند، فكما كانت تخرج مع جيوش الكفار لتحمسها لقتال المسلمين، بدأت تخرج مع جيوش المسلمين لتحمسهم لقتال الكفار.
- المصدر :
https://ar.wikipedia.org/wiki