الزواج من سنن المرسلين وهديهم كما جاء في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أربع من سنن المرسلين الحياء والتعطر والسواك والنكاح " (رواه الترمذي ) .
وقال الله تعالى " ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً ) (الرعد ،38 ) .
وجميع الأنبياء الذين رويت لنا أخبارهم او قصصهم تزوجوا إلا اثنين :
يحيى بن زكريا عليه السلام ، وعيسى بن مريم عليه السلام .
فأما يحيى عليه السلام فقد جاء وصفه في القران :
( فَنَادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ ) ( آل عمران، 39 ) .
والحصور هنا على بعض التفاسير هو الذي يترك النساء مع قدرته عليهن وليس عجزا أو ضعفا ، وإنما الله سبحانه صرفه عن هذا الأمر وذلك لحكمة ومهمة علمها الله سبحانه ، لذلك روي أنه لم يتزوج عليه السلام حتى قتل .
أما عيسى عليه السلام فلم يرو في شأن زواجه خبر إثباتاً أو نفيا لكن الظاهر أنه لم يمهل حتى يتزوج.
قال ابن عاشور رحمه الله في تفسيره التحرير والتنوير : " وأما ترك المسيح التزوج فلعله لعارض آخر أمره الله به لأجله ، وليس ترك التزوج من شؤون النبوءة فقد كان لجميع الأنبياء أزواج قال تعالى : ( وجعلنا لهم أزواجاً وذرية ) ".
وقد ذكر بعض أهل الأخبار أن عيسى يتزوج في آخر الزمان بعد نزوله .
والله أعلم