هذا حديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلا أن سنده ضعيف :
قال الإمام الترمذي في سننه :
" حدثنا أبو حفص عمرو بن علي أخبرنا أبو داود حدثنا صدقة بن موسى حدثنا مالك بن دينار عن عبد الله بن غالب الحداني عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق ) "
قال الترمذي بعد روايته للحديث : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صدقة بن موسى وفي الباب عن أبي هريرة.
ووصفه الحديث بأنه ( غريب ) إشارة منه إلى ضعف سنده .
وقال ابن حجر في بلوغ المرام بعد إيراده الحديث ( وفي سنده ضعف ) .
وليس معنى الحديث - لو قلنا بصحته - أن من اجتمعت فيه الخصلتان فهو كافر ، بل هو ترهيب وتنفير وبيان أنه يقبح بمؤمن بالله أن يجمع هاتين الصفتين القبيحتين : البخل وسوء الخلق .
وهو كذلك ليس إباحة لوجود إحدى الخصلتين والتهوين منها، بل كل واحدة من هاتين الصفتين منهية عنها مذموم صاحبها ، جاءت النصوص بالنهي عن كل واحدة منهما .
لكن البخيل قد يستر بخله أحيانا بحسن معاشرته للناس وإن كان بخله سيفضحه ولا شك ، وسيء الخلق قد يخفف سوء خلقه كرمه وإنفاقه المال فيجعل الناس يتغاضون عن سوء خلقه أحيانا ، أما من اجتمع فيه البخل وسوء الخلق فقد بلغ الغاية في القبح والذم والبعد عن فهمه للدين وعمله بأحكامه وأوامره .
والله أعلم