هو محمد بن جرير الطبري (224- 310 هـ / 839-923 م): واسم كتابه (جامع البيان في تأويل القرآن) وكان تأليفه وتدوينه والذي لُقّب بإمام المفسرين.
- يعتبر هذا الكتاب من أشهر الكتب الإسلامية المختصة بعلم تفسير القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة، وهو المرجع الأول للتفسير بالمأثور.
- فكان منهج الإمام الطبري في تفسيره أن يذكر الآية من القرآن الكريم ثم يقوم بسرد أقوال الصحابة والتابعين في تفسيرها بأسانيدها، ويهتم بالقراءات المختلفة في كل آية ويرجح إحداها، ثم يقوم بسرد الأحاديث النبوية بأسانيدها، ثم يقوم بسر الأحكام الفقهية، ويشتهر عنه كثرة الإسرائليات واعتنىٰ به العلماء والباحثون كثيرًا.
-وأول من قام بتفسير بعض آيات وسور القرآن الكريم هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يفسر القرآن كاملاً وأسباب ذلك :
1- لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد فسّر للصحابة رضوان الله عليهم ما كانوا يحتاجون إلى تفسيره، فالذي سألوه عنه وأشكل عليهم كان يوضح لهم المراد منه .
2- لأن معظم معاني سور وآيات القرآن الكريم (المعنى الإجمالي) كانت واضحة بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم
3- وحتى يبقي الباب مفتوحاً للمفسرين من بعده.
4- ومن أجل إضافة إلى معاني القرآن ما يستجد من علوم ومعارف وقضايا.
5- ولو فسره بتفسيره البياني التحليلي والتفصيلي لكان فوق مستوى الصحابة رضوان الله عليهم، فقد لا يستوعبونه ويكذبونه.
6- ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن لا يتحول الصحابة الكرام إلى نظريين وينشغلوا بالثقافة عن العمل (تطبيق القرآن عملياً ) ولكنه أراد لهم أن يكون منهجهم (التلقي للتنفيذ فوراً في أرض الواقع).
- فالقرآن الكريم لا يفتح كتوزه إلا على من يطلع على عال الواقع، ولا يعطيك إلا بمقدار ما تعطيه!! ولن يفهم القرآن الكريم صاحب البال الخالي!!!
- أما بالنسبة لغير النبي صلى الله عليه وسلم فكان أول المفسرين لكتاب الله تعالى هو حبر الأمة الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
- فإبن عباس رضي الله تعالى عنه هو ترجمان القرآن الكريم وعالم هذه الأمة، وله روايات كثيرة في التفسير، وهو إمام مدرسة مكة في التفسير.
- وامتاز تفسير إبن عباس بأنه كان قائم على السماع والمشافهة ولم يكون في كتاب مستقل.
- فمن أهم تلاميذ إبن عباس رضي الله عنه في التفسير هو مجاهد بن جبر المكي، فكان يسمع التفسير من إبن عباس ويقول: "عرضت القرآن كله على إبن عباس مرتين كنت في كل مرة أوقفه عند كل آية فيفسرها لي "
- فإبن عباس رضي الله عنه يعتبر أول من فسر القرآن الكريم كاملاً.
- يقول إبن مليكة : سمعت إبن عباس رضي الله عنه يفسر سورة التوبة في الحج ولو سمعها المشركون لأسلموا جميعاً.
- ويقول التابعي محمد بن عبد الرحمن السلمي: جلس إبن عباس رضي الله عنه في الكوفة يفسر القرآن الكريم منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى عهد الحجاج بن يوسف الثقفي، بما يقارب ( 70 ) عاماً حتى مات رضي الله عنه .
- أما مرحلة التدوين الفعلي للتفسير فكانت في أواخر عهد بني أمية وأوائل عهد العباسيين، وقد مر التأليف بمراحل عدة:
-المرحلة الأولى: جمع التفسير ضمن كتب الحديث، وممن اشتهر بذلك يزيد بن هارون ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة وغيرهم.
المرحلة الثانية: إفراد التفسير بالتأليف، وجعله علماً قائماً بنفسه، وممن اشتهر بذلك ابن ماجه، وابن جرير الطبري، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وغيرهم، وبعضهم لم تصل إلينا كتبهم، لذلك يذكر بعض العلماء أن الطبري هو شيخ المفسرين، إذ أن كتابه هو الذي وصل إلينا بكامله، وقد تميزت هذه المرحلة بذكر الأسانيد.
المرحلة الثالثة: تفسير بالرأي، أو تفسير بالمأثور مع اختصار الأسانيد، ومن هذه التفاسير: الكشاف للزمخشري، ويجب الحذر مما في الكشاف من أحاديث ضعيفة أو موضوعة، ومن آراء أهل الاعتزال والزيغ.