هو الإمام الجليل محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى عام 256 هـ.
وكتابه الذي صنفه في ذلك هو " الجامع المسند الصحيح المختصر من أُمور رسول الله صلى الله عليه وسلّم وسننه وأيامه " المشهور باسم "صحيح البخاري " .
فالبخاري رحمه الله هو أول من اهتم واعتنى بتدوين ما صح عنده من الأحاديث فقط وذلك حسب شروطه لقبول الحديث والحكم بصحته والتي كانت من أشد الشروط ، وجمع إلى اقتصاره على الصحيح اقتصاره على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم دون خلطه بما روي من آثار عن الصحابة أو التابعين ،وهذا معنى كونه " مجرداً " ،فهو مجرد عما سوى حديث رسول الله .
ولكن هذا التجريد إنما كان في المقصود الأصلي من الكتاب والذي هو المتن الفعلي للكتاب ،وإلا فقد روى البخاري بعض الآثار في تراجم أبواب الكتاب أو ملحقة بالحديث إما شرحاً للحديث أو بياناً لفائدة فقهية أو عقدية أو غير ذلك من الفوائد ،ولكن هذه الآثار لم يقصد جمعها ولا تتبعها أصالة وإنما جاءت تبعاً تتميماً للفائدة.
والبخاري رحمه الله كما حدث عن نفسه لم يذكر كل ما صح عنده من الحديث وإنما انتقى أصح ما اجتمع عنده وقام بمقصوده لذلك سماه "المختصر".
وقد كان العلماء قبله وإن اهتم بعضهم بذكر الصحيح بحسب اجتهاده إلا أنهم يخلطون معه آثار الصحابة وأقوالهم وأقوال التابعين وبلاغاتهم كما وقع في موطأ الإمام مالك رحمه الله ، أو كانوا يجمعون جمعاً مجرداً يقصد منه تدوين كل الآثار كما في مسند عبد الرزاق وابن أبي شيبة ، التي جمعت جميع ما بلغهم من حديث عن رسول الله أو أثر عن صحابي أو تابعي،لذلك كان تدوينهم للحديث يتم على أساس المسانيد يعني جمع آثار الصحابي وما رواه من الحديث في باب واحد ،حتى جاء البخاري وصنف على أساس الأبواب والموضوعات .
ويروى أن سبب تأليف البخاري لصحيحه هو ما ذكره أنه كان في مجلس لشيخه إسحاق بن راهويه فقا : لو جمعتم كتاباً مختصرأ لصحيح سنة رسول الله ، قال البخاري:فوقع ذلك في قلبي ، فعمل له ،حتى خرج صحيح البخاري .
والله أعلم