من الطبيعي أن تمر على الإنسان لحظات ملل من وجوده في المكان نفسه لفترات طويلة، وأنا كذلك أتعجب أحيانًا من هؤلاء الذين يقضون أعمارهم في العمل لصالح منشأة واحدة وتحت مسمى وظيفي واحد، فالروتين شيء ممل حقًا وهو يعد عدو للإنسان الناجح في حياته، لكن هل عليك أن تستقيل من عملك في هذه الحالة؟ عليك التفكير جيدًا قبل الإقدام على قرار كهذا، هذا أول شيء سيخطر ببال شخص يسمع سؤالك، ولكن عليك التذكر أنه مسار حياتك أنت ترسم خطوطه كما تراه مناسبًا، وبشكل شخصي أوصي بعدة أمور لكسر الروتين اليومي وسأذكرها لك.
حطم الروتين قبل أن يحطمك
- غير من محيطك: الأشياء التي تراها كل يوم تؤدي إلى ملل عينك ما ينعكس على ملل العقل والفكر، يمكنك تغيير شكل مكتبك مثلًا بوضع نباتات مناسبة كصبار أو أضعف الإيمان تغيير خلفية شاشة حاسوبك.
- غير في أدائك: من المهم كما سبق وذكرت لك التطوير وهذا يشمل أداء العمل حاول التحسين من جودة عملك بل وفي وقت فراغك ساعد بعض الزملاء، فهذا كافٍ ليجلب لك احترام الآخرين وفهم طبيعة واجباتهم الوظيفية. حدد هدف ترقيتك في العمل واشرح لرئيسك في العمل أنك تتطلع إلى أن تؤدي واجبات أكثر تعقيدًا.
- اختر غداءك: حاول التنويع في الطعام وركز على الأكل الصحي، ولا يضر مشاركة الزملاء ببعض الحلوى مثلًا أو الذهاب إلى مطعم جيد من حين إلى آخر في وقت الغداء.
- تحرك أكثر: إذا كانت وظيفتك مكتبية فبالتأكيد ستشعر بالخمول من وقت إلى آخر، فتحرك بأرجاء المكتب أو على السطح.
- كن إيجابيًا: ابتسم ودع العفوية تأخذ مجراها لكن ضمن حدود العمل، فكر بإيجابية واقرأ كتبًا جيدة واستمع إلى بعض الأغاني الحماسية.
قد يكون لديك أسباب أخرى تجعلك تترك العمل مثل البيئة النفسية مثلًا أو حتى توافر فرص أفضل، لكن كيف تحدد إذا ما كان عملك الحالي لا يتناسب معك؟
دلالات على أن الوظيفة غير مناسبة
- لا يوجد وقت لنفسك: قضاء اليوم بأكمله في العمل ليس بالأمر الجيد لا سيما أن حياتنا قصيرة على هذا الكوكب وبالتأكيد هناك أمور أكثر أهمية من العمل ليلًا نهارًا، متى آخر مرة ذهبت في رحلة استجمام أو تمشيت في الشارع دون قلق بشأن العمل والوقت؟ اسأل نفسك هل حقًا تفعل في يومك ما تريده؟ هل هناك وقت لك في حياتك؟ إذا كانت الإجابة بالنفي، فعليك التفكير جديًا بوظيفة تتناسب مع شكل حياتك وتعطي أهمية للفرد.
- تعطل التطور الوظيفي: من أهداف الشركات والمؤسسات دائمًا التطور والتوسع وهذا يعني تطورك أنت أيضًا في وظيفتك كتحسن بيئة العمل أو زيادة في الراتب وتلقي الترقيات، لكن إذا كنت من القدامى في الشركة ولم تلمس أي تحسن ملحوظ فهذا يعني أن هناك مشكلة وعليك معرفة السبب.
- السلبية في العمل: من منظور شخصي في إحدى التجارب الوظيفية، كانت بيئة العمل تفوح سلبية وتذمرًا بشأن كل شيء تقريبًا، والطريقة الوحيدة للتنفيس كانت افتعال المشكلات ومحاولة إيذاء بعض الموظفين لزملائهم غير آبهين بالنتائج العكسية، إذا ما صادفت بيئة مماثلة، فعليك الرحيل فورًا وإلا سوف ينتهي بك المطاف بتصدير السلبية إلى حياتك الشخصية.
- الاحترام: أذكر في أحد الأيام بإحدى الشركات التي عملت بها، أن حدث لي ظرف شخصي طارئ، يوجب علي الذهاب إلى بيت العائلة، وكان من الطبيعي أن أسلك الطريق الصحيح وأتبع الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات وتقديم إجازة طارئة، لكن الأمر لم يكن كما توقعت فكان الرفض شديد اللهجة هو الجواب والسبب وراء ذلك كان مجرد كلام لا معنى له مثل أنه لا يمكن لي كموظف أن آخذ إجازة في يوم حافل بالعمل، وكانت هذه الإشارات دالة على عدم احترام إدارة الشركة لموظفيها، فعلى أصحاب الشركات الشعور بموظفيها والوقوف دائمًا جانبهم في أوقات الشدة.
قد تكون هذه بعض الأسباب الكثيرة التي تجعلك كارهًا للعمل، إنه قرارك وهذه حياتك، فاسلك الطريق الذي تجده مناسبًا، وكما أقول دائماً "إننا نعمل لنعيش حياتنا لا نعيش لنعمل".