تختلف المدة التي تظهر فيها أعراض التسمم بالمبيدات الحشرية حسب مدة التعرض لها وحسب الكمية التي تعرض لها المريض، ففي حال كان يتعرض لكميات قليلة يومياً، قد تحتاج الأعراض إلى أيام لتبدأ بالظهور عليه، ولكن إن تعرض لكميات كبيرة مرة واحدة، فقد تظهر الأعراض في أقل من ساعة، وبسبب ذلك لا يوجد قاعدة محددة للوقت التي قد تظهر فيها الأعراض، فالأجسام تختلف عن بعضها، وقد تختلف أيضاً حسب المكان الذي دخلت منه المبيدات الحشرية إلى الجسم.
السبب الرئيسي وراء اختلاف تأثير المبيدات الحشرية من شخص لآخر هو بسبب اختلاف المدة التي يتعرض لها، فالشخص الذي يتعرض لها فترات طويلة قد تصيبه أعراض أقل شدة من الشخص الذي تعرض لكمية كبيرة مرة واحدة، وذلك لأن جسم الشخص الذي تعرض لهذه المركبات كان قد تعود على هذه المركبات وأنشأ طريقة لمقاومة تأثيرها السلبي على الجسم، عكس الإنسان الذي تعرض لها لأول مرة في حياته، فيمكن تشبيه الأمر بشرب الكحول، ترى أن الإنسان المدمن على الكحول يحتاج إلى كميات أكبر ليصل إلى حالة النشوة الذي يريديها، عكس الإنسان غير المدمن، الذي قد يسكر بسبب كميات قليلة من الكحول، وذلك بسبب زيادة تكسير المواد من قبل الكبد، وإنتاج الكبد كمية أكبر من الإنزيمات اللازمة للتخلص من هذه السموم، وأيضاً، يحدث تكيف لأعضاء الجسم المختلفة وخاصة الأعصاب، لهذه المركبات السامة.
الأمر الآخر الذي أيضاً قد يؤثر على اختلاف الأعراض بين المصابين هو العامل الجيني أو الوراثي، الاختلافات الجينية بين البشر قد تؤثر على عمل العديد من الأعضاء المختلفة في الجسم، بحيث قدرة الكبد على تكسير المواد السامة وقدرة الكلية على إخراج هذه المواد قد تختلف من شخص لآخر بسبب هذا الاختلاف، فلذلك قد يتعرض إنسان لكمية قليلة من المبيدات الحشرية وتبدأ الأعراض بالظهور عليه مباشرة، والبعض الآخر قد لا تحدث أي أعراض لديه، وهذا يرجع بشكل أساسي لهذا الاختلاف الجيني، وهذا قد يختلف حتى في أفراد العائلة الواحدة، فهذه الجينات قد تورث لبعض الأبناء وبناء على ذلك قد تجد اختلافاً أو تشابهاً عند الأبناء حسب الجينات التي تم توارثها لديهم، وهذا الأمر مشابه لتأثير الكثير من الأمراض على الجسم.
وأخيراً، قد تؤثر طريقة التعرض للمبيدات الحشرية على تأثيرها على الجسم، هنالك ثلاث طرق لدخوا المبيدات الحشرية إلى الجسم، إما من قبل امتصاصها عن طريق الجلد، وهي من أشهر طرق التسمم، أو من خلال تنفسها وإدخالها عبر الهواء من الرئتين، أو من خلال تناولها مع الطعام، وبهذا الشكل، عند تنفس المبيدات الحشرية سوف تحدث أعراض أخطر على المريض ومتعلقة بشكل أكبر على التنفس، وذلك لأن التنفس يدخل هذه المركبات السامة مباشرة إلى الدم، مما يسهل من إيصالها إلى الأعضاء المختلفة في الجسم، ويساعد أيضاً في تعرض الأعضاء إلى كميات كبيرة مرة واحدة، أما لو قارنتها مع التسمم عبر الجلد، فدخول المادة من الجلد وامتصاصها ووصولها إلى الدم والأعضاء الأخرى يحتاج إلى الكثير من الوقت، ولذلك، سوف يتعرض الجسم لكميات أقل نسبياً وسوف تكون أكثر تدريجاً من طرق التسمم الأخرى، لأن الجلد غير مصمم لامتصاص هذه المواد.
وهذه هي الأسباب الرئيسية التي تؤثر على عمل المركبات المختلفة على الجسم، وليس فقط على المبيدات الحشرية، بل فعلياً أغلب المواد السامة تتأثر بنفس النقاط.
للمزيد من المعلومات عن:
يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.
المصادر المرجعية:
Pesticides
32 مشاهدة
