ماهي نواتج العملية التعليمية؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٠٩ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
    عند الإعداد لأي تدريب أو إعداد أي درس في أي مرحلة تعليمية ابتداءً من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى نهاية التعليم الجامعي العالي، يجب التخطيط له جيدًا بطريقة تمنح الطالب أو المتدرب الفرصة للاستفادة مما تعلمه. فكر في الأمور الأساسية التي على المتعلم أن يتمكن منها بعد الانتهاء من تعلمه، ومن ثم تطبيق ما تعلمه في حياته العملية، والتفاعل مع التعلم الجديد بما يتناسب مع قيم وسلوكيات بيئته ومجتمعه، ومن ثم تطوير ما تعلمه ليتحول لابتكارات وقدرات وإبداعات تحسن من جودة الحياة، وتساهم في الحفاظ على البيئة. لذلك على المعلم أو المدرب التركيز على توليفة واسعة ومطورة من القدرات التي تجمع بين المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم  لتعكس كيفية استخدام المتعلمين لتحقيق ما سبق. 

 كيف ذلك؟ 

  لذا يمكن التعويل على نتاجات أو مخرجات التعلم كعبارات تصف المعرفة والمهارات التي على المتعلم اكتسابها في نهاية مهمة أو فصل دراسي أو دورة تدريبة أو برنامج معين نظري أو تطبيقي أي في نهاية تعلمه. هذه المخرجات أو النواتج ستساعدهم في فهم تعلمهم والفائدة من اكتساب تلك المعرفة والمهارات. فالتركيز سيكون على السياقات التعليمية والتطبيقات التي يمكن من خلالها أن يُظهر المتعلم نتائج ما تعلمه، وتعمل على تكييف تعلم الطالب وربطه بالحياة والسياقات المختلفة، وتوجيه طرق التقييم والتقويم. كما يتم تكامل وربط التعلم السابق بالتعلم الحالي والمستقبلي. تؤكد نتائج التعلم الجيدة على تطبيق وتكامل المعرفة، بدلاً من التركيز على تغطية المواد والمنهاج، توضح نتائج التعلم كيف سيتمكن الطلاب من استخدام المادة، سواء في سياق الصف الدراسي أو على نطاق أوسع. 

نتاجات (مخرجات) تعلم أم أهداف تعلم؟ 

قد لا يكون هناك فرق ما بين نتاجات وأهداف التعلم بالنسبة لعلماء التربية، لكن البعض يقترح أن نتاجات التعلم هي تفرع من أهداف التعلم. فالأهداف التعليمية ستحدد الخطوط العريضة لما يود المعلم أو المدرب تغطيته وتناوله، بينما تركز نتاجات التعلم على ما على الطالب تعلمه وفهمه في نهاية المهمات أو الأنشطة أو الفصل الدراسي أو الدورة التدريبية. كما تتناول نتاجات التعلم التوقعات عن تعلم الطلبة بشكل مباشر وأكثر وضوحًا عن أهداف التعلم. أي أن النتاجات التعلم أكثر تخصصًا من أهداف التعلم المتوسعة والتي تحدد ما يود المعلم أو المدرب تحقيقه من درسه أو دورته التدريبية. فنتاجات التعلم يسهل قياسها لأنها تطبيق للتعلم، بينما الأهداف يصعب قياسها على المدى القصير. 

قد يجد العديد من المدرسين أن العملية الانعكاسية لتطوير نتائج التعلم هي شيء قاموا بالفعل بإدراجه في عمليات تخطيط الدورة التدريبية الخاصة بهم. وبالتالي فإن عبارة "نتائج التعلم" تقدم ببساطة مصطلحًا أكثر دقة لمناقشة إنشاء أهداف التعلم والتوقعات التي تركز على تطبيق محتوى الدورة وتكامله. 

لماذا تطوير نتائج التعلم؟ 

لنتاجات أو مخرجات التعلم قيمة مميزة لكل أطراف لعملية التعليمية، فهي ليست جمل وعبارات خطط لها فقط، فهي ما يعزز مشاركة الطلبة، وتدعم نعلمهم من خلال أنشطة التعلم والتقييم والتقويم. 

تعتبر نتائج التعلم ذات قيمة للمتعلمين والمعلمين والمسؤولين. يوضح مارك باترسبي (1999) من شبكة نتائج التعلم أن نتائج التعلم هي أكثر من مجرد عدة جمل ملحقة بخطط الدروس أو المناهج الحالية؛ بدلاً من ذلك، فإن تطوير مخرجات التعلم واستخدامها ضمن وحدة التعليمات يشكل أنشطة التعلم والتقييم ويمكن أن يعزز مشاركة الطلاب وتعلمهم. لذا يجب تطويرها بما يتلاءم مع احتياجات الطلبة والمنهاج والمعلمين. حيث تصبح أكثر تركيزًا على المهارات المتكاملة (الشخصية والمهنية)، والقابلة للتعميم والنقل، والمتوافقة مع مهارات القرن ال21 وعصر الثورة الصناعية الرابعة، لبناء أساس للتعلم مدى الحياة، ويصبح الطلبة وكلاء للتغيير. 

وحتى ندرك قيمة وتميز نتاجات (مخرجات) التعلم سنقوم بتحليل أهميتها كل منها لطلاب والمعلمين والمؤسسات.

من جهة الطلبة أو المتعلمين: 

يكتسب الطلبة الكثير من المعارف والمهارات بالتركيز على التطبيق النظري والعملي لما تعلموه في حياتهم اليومية والعملية. كما أن تكامل هذه المعارف والمهارات مع مجالات أخرى، ومع بعضها البعض ستجعلهم أكثر ارتباطًا بالتعلمىوصقله ليكون تعلم مدى الحياة. كما أن تكاملية المهارات وقابليتها للتعميم على جعل التعلم ذو معنى، ويتعلمون كيف يتعلمون، مع تعزيز مهارات التفكير العليا، وما وراء المعرفة ليجعلهم مركز ومحور التعلم . كما يمكن للطلبة فهم شروط وكيفية تقييمهم ضمن مؤشرات أداء واضحة، ومعايير تقييم وتقويم محددة، وفهم الهدف من عملية التقييم والتقويم. 

من جهة المعلمين والمدربين: 

يتمكن المعلم أو المدرب من تقييم المحتوى الذي يقدمه، وبالتالي يمنحه الفرصة للتفكير في سياقات تطبيقية محتملة أو أفضل لاستخدامها. ومن ثم التركيز أكثر على المعرفة والمهارات ذات القيمة الأكثر أهمية للطلبة والمتدربين في الوقت الحالي وفي المستقبل. كما تقدم للمعلمين والمدربين طرق متنوعة ومتمايزة في التقييم والتقويم من خلال تقديم مؤشرات أداء ومعايير ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتقويم. 

 من جهة المؤسسات والإداريين: 

سيتمكنون من تحديد ما الضروريات التي يجب على الطلبة أن يعرفوها. وتطوير منهاج متماسك في للمؤسسات اللامركزية مع الاحتفاظ باستقلالية المعلم، وضمان إعداد المتعلمين للتعلم والعمل المستقبلي. من أجل تحديد ما هو ضروري للطلاب معرفته، يجب على المعلم أن يأخذ في الاعتبار الدورة التدريبية أو الوحدة المعينة في سياق الدورات الدراسية المستقبلية والمناهج الدراسية ككل. يساهم هذا في تطوير منهج متماسك داخل مؤسسة لامركزية مع الحفاظ على استقلالية المعلم ، ويساعد على ضمأن إعداد الطلاب للعمل والتعلم في المستقبل. يعكس تطبيق ودمج التعلم الذي يتم التأكيد عليه من خلال نتاجات (مخرجات) التعلم ويدعم الطبيعة والأولويات المعاصرة للمؤسسات، ويعزز مشاركة الطلاب، ويكشف عن فرص للتخصصات المتعددة، ويوفر التوجيه والدعم للطلاب مع العديد من أنواع مختلفة من الإعداد الأكاديمي السابق. توفر نتائج التعلم الهياكل التي يمكن من خلالها تقييم الدورات والبرامج ويمكن أن تساعد في تصميم البرامج والمناهج الدراسية، وتحديد الفجوات أو التداخل في البرامج، وتوضيح الأولويات التعليمية والبرامجية والمؤسسية. 

الأمور التي يجب مراعاتها في قائمة النتاجات: 

يراعى في قائمة النتاجات الآتي: 

  * أن تكون منطقية وقابلة للملاحظة والقياس، أي تطبق معايير التوجيه في تحديد الأهداف (S.M.A.R.T) 

  *  أن تصف ما يمكن القيام به من قبل المتعلم  وما يمتلك من معارف ومهارات وسلوكات وكفايات. 

  * أنتكون قابلة للتحقق ضمن الإمكانات المادية والزمنية المخصصة للبرنامج أو المنهاج. 

  * أن يتمكن غالبية الطلبة من تحقيقها بجعلها نتاجات متمايزة تلبي احتياجات الطلبة وميولهم. 

  * أن تكون ملائمة ومنسجمة مع أهداف البرنامج أو المنهاج وغاياته والمتطلبات اللازمة للأدوار المهنية المطلوبة من المتعلم. 

   * أن تكون مصاغة بشكل محدد ودقيق وفق القواعد الخاصة بصياغة نتاجات التعلم. إليك رابط أفضل كتاب لتلك الصياغة، مع أمثلة منظمة ودقيقة: https://www.academia.edu/19967604/كتاب_صياغة_الأهداف_التربوية_والتعليمية_في_جميع_المواد_الدراسية_أ_د_جودت_سعادة 

* أن تساعد في تحديد مواد الخطة الدراسية للبرنامج وتصميمها وتحديد أساليب واستراتيجيات التدريس الخاصة بها. 

المراجع: