لطالما تعرضت لمواقف سابقة أجبرتني على الكثير من التفكير، وبالطبع فإن نمط التفكير الذي أتخذه يختلف من موقف لآخر، لكن يحدث أحيانًا أنني أحاول أن أجمع أكثر من نمط في نفس الوقت. وهذا شيء إن لم يكن مستحيلًا فهو صعب جدًا. أأكد لك أنك واجهت هذا مشاكل أيضًا، ربما لا تذكر لذا دعني أحاول تذكير. ألم تتعرض لمشكلة تحتاج منك حل سريع، ثم بدأت بمحاولة أن تكون منطقي ومبدع في ذات الوقت! ووجدت أن الإبداع في بعض الأحيان هو أمر خارج صندوق المنطق؟ لا يعتبر هذا إلا مثال بسيط لا أكثر لا يحمل في طياته أمثلة وتفاصيل أخرى كثيرة.
إن ما أريد أن أوصله لك أن تعرف أن أنماط التفكير الكثيرة سبق وأن قام إدوارد دي بونو أن يبحث فيها، وأن يحاول أن يساعدنا في تنظيم وتفصيل أفكارنا. قال دي بونو سابقًا أن أكثر ما يسبب لنا صعوبة عند التفكير هو الارتباك، حيث تجد نفسك تحاول أن تركز على أكثر من شيء في آن واحد. لهذا قام إدوارد دي بونو بتفصيل هذا الأمر إلى أنماط تفكير ستة، وأعطى لكل منهم لون ورسمهم على شكل قبعات.
تنقسم هذه القبعات إلى:
إن اختيارك للتفكير الحيادي يعني التركيز على البيانات المتاحة، الأرقام والإحصاءات. بذلك فأنت هنا صاحب رأي واضح ومحدد، يعتمد على ما تملك من معلومات. وكل ما يدور حوله تفكيرك هي ما تملك من معلومات، وما ينقصك.
في حال ارتدائك لهذه القبعة فأنت عكس الشخص الذي كان سابقًا. تتمحور أفكارك حول مشاعرك، وما تحمل من تخمينات، وما يقول لك حدسك. لن تشعر بأهمية كبيرة في البحث عن معلومات، بل ستكتفي بإعطاء رأيك على أساس ما تشعر فقط.
هنا فأنت تنتقل إلى المنطق، لكن المنطق الذي يتحدث حول فوائد الأمر، وما يحمل من إيجابيات. ستعتمد على الأمل في حل المشكلة، وستركز على نقاط القوة، ومجموع الإيجابيات التي تحملها. لا بأس باستخدام هذه القبعة في الأمور المتعلقة بالمستقبل، أظن أنها ستفيدك جدًا.
ولكي تخلق التوازن بعد القبعة السابقة، فعليك بالسوداء. هنا ستستمر باستخدام المنطق ولا شيء غيره، إلا أنك تبحث عن النقد. ربما ستبدو بارتدائها شخصًا سوداويًا ودائم التشاؤم، ذلك ليس صحيحًا في حال كان استخدامك لهذه القبعة بهدف إيجاد التوازن، وخلق المزيد من المنطق. لذا ابتعد عن اعتماد القبعة السوداء كأسلوب تفكير دائم.
هنا حقل التفكير المبدع، والبحث عن أمور وأفكار وحلول لم تخطر لك سابقًا وتبدو من خارج الصندوق. هدفها التغيير، والبحث عن كل ما هو إبداعي وجديد.
وهنا تصل إلى أعلى مراتب التفكير؛ حين تفكر في التفكير. أي أنك تلعب دور الحكم والمنظم بين ما سبق. فأنت تتحكم بترتيب وتبديل القبعات الخمسة السابقة. تميل بارتدائك لهذا اللون إلى النظرة الشمولية، والتي تحوي كافة الجوانب، وتوازن بين كافة الأنماط.
إن محاولتك القادمة لحل مشكلة ما عن طريق اتباع نمط قبعات التفكير الست ستكون ممتعة حقًا. وأضمن لك أيضًا أنك ستملك نظرة جديدة عن التفكير مستقبلًا.