نصيحتي لك في البداية هي أن تتأكد أنك لا تشارك تفاصيل حياتك مع كل شخص تمر به؛ فالأشخاص يعتقدون أنك تسمح لهم بالاستفسار عن تفاصيل حياتك وقراراتك باللحظة التي تكتشف لهم عنها، لذلك كن حذرًا من نوعية المواضيع التي تناقشها وحاول تجنب فتح المواضيع التي لا ترتاح بالتحدث عنها.
وتأكد أيضًا أنك أنت بحد ذاتك لا تسأل -حتى ولو من دون قصد- أسئلة فضولية تتعدى الحدود التي لا يريد الأشخاص التحدث عنها؛ فمن الممكن أن تفسر أسئلتك على أنك شخص منفتح للتحدث عن المواضيع الحساسة، أو لربما يتصرف الأشخاص من حولك بحشرية لكي يردوا لك الإحراج الذي وضعتهم به.
اسأل نفسك قبل طرح الأسئلة على الآخرين إذا كان السؤال يتعدى خصوصية الآخرين (كأن تسأل عن سبب تأخر زواجهم أو إنجابهم)، ثم اسأل نفسك "هل هذا السؤال مهم وسيضيف إلى محادثتنا أي قيمة؟ "، "هل معرفتي لهذه الإجابة ستساعدني على فهم الشخص بشكل أفضل؟ "، إذا كانت الإجابة "لا" ضع السؤال جانبًا ولا تطرحه.
لكن المواقف لا تأخذ هذا المنحنى في معظم الأحيان؛ فقد تكون شخصيتك من النوع الذي يفضل الاستماع ونادرًا ما يطرح الأسئلة الفضولية، لتصدم فجأة بأحد قريب أو غريب يطرح عليك سؤالًا شخصيًا أو حساسًا لا تفضل التكلم عنه مطلقًا.
رغبتنا بإجابة السؤال ستختلف طبعًا بالنظر للظروف والمواقف الاجتماعية التي نجد أنفسنا فيها وقرب الشخص الذي يطرح علينا السؤال، لذلك من الطبيعي أن تنزعج من بعض الأسئلة التي لا ينزعج منها الآخرين في طبيعة الحال. نصيحتي لك للتعامل مع هذه الأسئلة المزعجة:
1- حافظ على هدوئك وتركيزك: فعندما يطرح علينا سؤال حساس أو لا نرغب بالإجابة عليه سيبدأ تركيزنا وهدوئنا بالتبعثر؛ فالمتطفل الذي يسأل الأسئلة بهدف إغضابك أو إحراجك سيحصل على مراده إذا فقدت هدوئك، وشعورك بالتوتر سيفقدك تركيزك ويجعلك تكشف عن تفاصيل لا ترغب بالإجابة عنها، وبذلك ينجح المتطفل بالحشر نفسه بقراراتك وتفاصيل حياتك. عندما تتعرض لسؤال أو موقف يسوده التطفل؛ خذ نفسًا عميقًا وتأنى قبل الإجابة وإعطاء أي رد فعل على الموقف.
2- ارضِ تساؤلاتهم دون الدخول بالتفاصيل: وهذه النقطة مخصصة للأشخاص القريبين من قلبك الذين يهدفون بأسئلتهم هذه الاطمئنان عليك وعلى أحوالك؛ كوالدتك ووالدك وأخوتك وأصدقائك المقربين. قم بالإجابة عليهم بجواب عام يرضي ويحقق الهدف من تساؤلاتهم دون التعمق بالتفاصيل. إذا طالبوا بتفاصيل الموضوع أخبرهم بلطافة وهدوء: "أنا أقدر اهتمامك واستمتع بمجالستك، لكني لا أشعر بالراحة لمناقشة هذا الموضوع"، ثم قم بتغيير الموضوع على الفور.
إذا كان الشخص المتطفل غريب أو ليس مقربًا بما يكفي لطرح هذا النوع من الأسئلة؛ قم بإجابته بإجابة بسيطة ومختصرة، ثم قم بطرح سؤال عليه لتشغله بالرد عليه، أو التفت لأحد الجالسين وأبدأ بالتحدث معه، أو أخبره أنك تحتاج للذهاب للقيام بمهمة ما.
3- أرفض الإجابة بأدب: أنت لست مجبرًا على الإجابة على الأسئلة الشخصية، لذلك عندما تمر بسؤال أو موقف يناقش به أمر شخصي عبر عن انزعاجك ورفضك للمناقشة السؤال، واستخدم الضمير "أنا" لكي توضح مشاعرك الخاصة اتجاه هذا النوع من الأسئلة، لأنه وكما ذكرت سابقًا الأسئلة التي تزعجنا قد يراها البعض عادية.
استخدم جمل مثل: "أنا لا أرتاح بمناقشة هذا النوع من الأسئلة"، أو "أنا أفضل فصل الأمور الشخصية عن العمل".
4- اسأل عن سبب طرح الموضوع/ السؤال: الشخص حشري لن يمتلك هدف أو سبب مقنع لطرح سؤاله، وباللحظة التي ستسأله عن هدفه من السؤال سيتوتر ويبدو كشخص فضولي ومتطفل أمام الآخرين، وسيحاول جاهدًا تبرئة نفسه. استخدم -خاصة عندما يكون السؤال وقح وجريء- صيغ مثل:
"أنا مهتم بالسبب وراء سؤالك؟ "
"كيف سمعت عن هذا الموضوع؟ "
"ما هدفك من وراء هذا السؤال؟ "
"أنا مندهش من قدرتك على طرح مثل هذا النوع من الأسئلة. "
"ما المسار الذي تود أخذ المحادثة إليه؟ "
"أعتقد أننا تناقشنا اليوم المواضيع شخصية بشكل كافي. "
هذا النوع من الصيغ يحتاج كم كبير من الشجاعة والثقة والرزانة في الطرح؛ لذلك تأكد عند طرحك إياها أن صوتك واضح وغير مهزوز، وواجه بجلستك الأشخاص المقصودين مع الاهتمام لوضعية الجسد الصحيحة والواثقة.
5- ادخل حس الدعابة بالموضوع: هذه الطريقة مناسبة حقًا مع الأسئلة التي لا نعدها شخصية وحساسة، لكنها سخيفة ولا يوجد أي حاجة لطرحها. فلنقل مثلًا أن أحد المتطفلين سألك: "متى ستتزوج؟ "، قم بالإجابة عليه بابتسامة وبخفة ظل "لا تقلق على الإطلاق، سأدعوك عندما أفعل". وإذا سألك أحدهم عن مرتبك الذي تحصل عليه من عملك، أخبره: "آلاف المئات من الملايين من الدولارات! " بأكبر طريقة درامية بإمكانك القيام بها.
وبالنهاية الخيار الأفضل والأكثر راحة الذي تمتلكه للتعامل مع الأشخاص المتطفلين هو إخراجهم من حياتك، وإذا لم تستطع إخراجهم بشكل كامل قم بتقليل تفاعلك معهم وقم بتجنبهم قدر الإمكان، فَراحتك ومحافظتك على خصوصيتك هي من أهم الأولويات في حياتك.
المصادر:
8 مشاهدة
