ما هي نصائحك المالية لي في ظل هذا الوباء؟

 لا بد أن سؤالاً كهذا بات يتردد على ألسنة الكثيرين، خصيصاً في وقت صعب كهذا الذي نحن فيه. أنا أعني أن تفشي فيروس كورونا يعني أن هذه المرحلة ستكون مرهقة للغاية، لأنه، وعلى الرغم من أنها حالة طوارئ صحية تنطبق على الكل، إلا أنها تعتبر أيضًا حالة طوارئ مالية لا ريب على كافة المستويات وفي كافة القطاعات والمؤسسات وحتى بالنسبة للأفراد.

وبالتالي، كلما زاد ما يمكنك فعله الآن للتخطيط المسبق، فسيوفر ذلك عليك الوقت والطاقة- والأهم من ذلك، سيوفر التخطيط عليك المال- بالتحديد عندما لا تشعر أنك في أفضل حالاتك إقتصادياً. يجب أن تبحث في أفضل السبل لإدارة أموالك، وما هي المساعدة المتاحة من موفري حسابك وما الذي يجب أن تفكر فيه إذا كنت قد تحتاج إلى اقتراض المال.

أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا أن فيروس كورونا المستجد جائحة عالمي، مما أدى إلى عدم الاستقرار في اقتصاد الدول. وقد وصلت سوق الأسهم إلى مستويات منخفضة لم نشهدها منذ انهيار السوق، وبدأت الصناعات المتضررة بشدة في تسريح العمال.

يحث خبراء الصحة والحكومات في جميع أنحاء العالم على توخي الحذر، ولكن من الأهمية بمكان أيضًا أن تكون مستعدًا لتفاقم تفشي المرض. يقوم الناس في جميع أنحاء الدول المختلفة بالفعل بتخزين الإمدادات الأساسية في حالة احتياجهم للبقاء في المنزل من العمل لفترة طويلة. ويقوم آخرون بإلغاء رحلات ومؤتمرات وأحداث رياضية.

اترك استثماراتك وشأنها

يقول معظم المستشارين: أترك استثماراتك وشأنها في أوقات عدم الاستقرار وعدم اليقين. الآن هو الوقت المناسب أيضًا لإعادة تقييم أهدافك، كما يقول رايان مارشال، وهو مخطط مالي معتمد في نيوجيرسي، وتأكد من أن استثماراتك تتوافق معها (أي مع أهدافك). إذا كنت تقوم بالاستثمار لهدف قصير المدى، مثل شراء منزل، وكان انخفاض السوق دراماتيكيًا للغاية بحيث أنك لا تشعر بالراحة، ففكر في كيفية تغيير استراتيجيتك عندما تستقر الأمور.

بينما قد تجد نفسك مستمعاً مشجعاً النصيحة القائلة بأن "الآن هو الوقت المناسب للشراء" يقول مارشال تجاهل ذلك. الاستثمار على أساس ثابت أكثر أهمية من محاولة الحصول على "صفقة".

ويقول: "يكاد يكون من المستحيل تحديد قاع أي تصحيح للسوق". "إذا كان لديك حقًا محفظة (متنوعة)، فمن المفترض أن تعمل بعض ممتلكاتك بشكل أفضل مع التراجع الأخير في السوق. إذا كان كل شيء في محفظتك يرتفع وينخفض ​​بخطى ثابتة، فمن المحتمل أنك لست متنوعًا كما تعتقد ".

في أوقات عدم اليقين كهذه التي نعيشها في هذه الأيام، من المنطقي جداً أن ترغب في إيقاف الاستثمار مؤقتًا وترى أنك ترغب بالاحتفاظ بأموالك بدلاً من ذلك في مكان "أكثر أمانًا"، مثل حساب التوفير. لكن يجب على المستثمرين التغلب على هذا الدافع، كما كتبت كريستين بنز، مديرة التمويل الشخصي في شركة أبحاث الاستثمار Morningstar.

كتبت بنز: "الحقيقة هي أنك يجب أن تكون على استعداد لتحمل بعض عدم اليقين - بل والمخاطرة - في خطتك إذا كنت تريد تجاوز معدل التضخم". "بمرور الوقت، عادت الأصول عالية المخاطر، أي الأسهم، بشكل كبير أكثر من الأصول المضمونة وذات المخاطر المنخفضة، ومن المعقول أن نفترض أن هذا النمط سيستمر في المستقبل أيضًا."

واقتراح آخر يقول: ابتعد عن وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الأخبار المروعة بالخوف، كما يقول ألكسندر كوري، وهو أحد خبراء CFP في فينيكس.

يقول كوري: "في كل مخاوف صحية سابقة، كان رد فعل الأسواق سلبًا، وعلى مدار ثلاثة إلى ستة أشهر بعد الصدمة الأولية، عادت الأسواق إلى طبيعتها، وفي معظم الحالات حققت الأسواق عائدًا إيجابيًا". ومع ذلك، فإن المكاسب غير مضمونة أبدًا عند الاستثمار، على الرغم من أن قيمة السوق قد زادت تاريخيًا.

زيادة مدخراتك في حالات الطوارئ

إلى حد بعيد، يجب أن تكون أولويتك المالية القصوى هي ضمان أن يكون لديك صندوق طوارئ ضخم، كما يقول شون ميلبي، مخطط مالي معتمد في ناشفيل. يصبح هذا الأمر مهمًا بشكل مضاعف لأن البلاد حالياً ليس لديها إجازة مرضية مدفوعة الأجر، لم يعد هذا الأمر ميزة نتكل عليها بعد الآن. إذا مرضت وفقدت العمل، أو فقدت وظيفتك بسبب فيروس كورونا، فستحتاج إلى المال لتعود إليه: اهدف إلى وضع ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من النفقات في حساب التوفير.

يقول ميلبي: "أهم شيء يمكن للناس فعله الآن هو التأكد من أن لديهم صندوق طوارئ و / أو خطة للوصول إلى خطوط ائتمان في حالة تأثر رواتبهم بتفشي المرض". "هذا النوع من المواقف هو بالضبط ما يتم تخصيص أموال الطوارئ من أجله."

إذا لم يكن لديك ما يعادل ثلاثة إلى ستة أشهر من النفقات التي تم توفيرها، فقد حان الوقت لتقديم بعض التضحيات لزيادة صندوق الطوارئ الخاص بك.

اقتراح توفير واحد: ضع قائمة بجميع النفقات غير الضرورية، بما في ذلك الاشتراكات المتكررة واشتراكات العضويات. رتبها حسب الأهمية، ثم قم بالاستغناء عن العناصر المرتبة في أسفل قائمتك لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر.

ادعم الآخرين

إذا كنت قادرًا، فاستخدم أموالك لمساعدة الأصدقاء والعائلة ومجتمعك الأوسع، كما تقول ميشيل فيت، وهي مخططة للحياة المالية مقرها سياتل وتركز على احتياجات التخطيط للنساء المحترفات العازبات.

"إذا كنت بصحة جيدة وإذا كنت لا تتعارض مع الإرشادات المحلية لمنطقتك، فاستمر في رعاية أعمالك المحلية"، كما تقول، بما في ذلك المطاعم والمقاهي ومصففي الشعر وإعطاء الإكرامية بسخاء. "هؤلاء الأشخاص لا يمكنهم تعويض الإيرادات والدخل الذي سيخسرونه أثناء بقاء الناس في المنزل." إذا كنت منعزلاً، يقترح فيت التبرع بالمال لبنوك الطعام.

ضع في اعتبارك التواصل مع العائلة والأصدقاء الموجودين في بيئات عالية الخطورة  مثل المستشفيات وفي دور رعاية المسنين، واقتناء الأجهزة الملائمة للبقاء على اتصال مع الناس حتى لا يتم عزلهم تمامًا. على الأقل، خصص وقتًا لـمكالمات الفيديو مع الأشخاص الذين لن تراهم بانتظام.

اغسل يديك!

لا يوجد الكثير مما يمكنك فعله في خضم حدث مثل هذا، كما تشير تريسي شيروود، وهي سيدة أعمال مركزية مقرها نيويورك. لذا استمر في الحرص على غسل يديك.

يقول شيروود: "من المهم أن تكون على علم بالفيروس وعلى دراية به على مستوى العالم، في الولايات وعلى المستوى المحلي في مجتمعك". "ومع ذلك، حاول أن تظل هادئًا، وحافظ على المنظور، ومعرفة ما هو تحت سيطرتك."