ما هي مهن الأنبياء؟

كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام التي لأجلها أرسلهم الله تعالى هي دعوة الخلق إلى الله وهدايتهم للطريق الموصل إلى رضا الله تعالى وإلى سعادة الدارين هذا كان شغلهم وهمّم ودأبهم السعي في إصلاح الناس وتزكية نفوسهم وإرشادهم لما فيهم خيرهم وسعادتهم ورضا ربهم.. وبالإضافة إلى هذه المهمة المقدسة التي كانت تستغرق جُلَّ أوقاتهم  كانت لهم مهنا معيشية يتكسَّبون بها فمعظمهم سلام الله عليهم عمل في رعي الغنم وذلك لحكمة لا تخفى علينا وهي ان يتعلموا الصبر والحلم على البشر وممَّن عمل بالرعي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فقد كان قبل البعثة يرعى لأهل مكة كما حدَّ ث عن نفسه صلوات ربي وسلامه عليه كما عمل أيضا بالتجارة فقد كان يتجر لخديجة رضي الله عنها قبل زواجه منها وقد أُعجبت بصدقة وأمانته وحسن خُلقه حتى طلبت الزواج منه.
وقد كان سيدنا زكريا نجّارا وكان سيدنا داوود حدّادا اشتهر بصنع الدروع الحديدية التي كانوا يستخدمونها في الحرب وكان سيدنا إدريس خيّاطا وكان سيدنا موسى كليم الله عليه السلام يرعى الغنم.     

لقد كان الأنبياء يمتهنون مهنا كي يكسبون عيشهم من كد يدهم، ولم يقبل أي نبي ان يكون لحظة واحدة عالة على الناس ولا يليق بقمام النبوة أم يكون ممن يتقبلون صدقة أو إحسانا ؛ لأنهم أسياد الخلق وخير المخلوقات عليهم جميعا الصلاة والسلام.

والمهنة التي عمل بها جميع الأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم هي الرعي، فقد قال عليه الصلاة والسلام:" ما من نبي الا ورعى الغنم" وقال عن نفسه :" لقد كنت أرعى الغنم على قراريط لأهل مكة". والسبب أن من يرعى الغنم يتعلم الصبر والرعاية العظمى لمن هو مسؤول عنهم لذلك قال العرب :(من يرعى الغنم يرعى الأمم) . فهي مهنة تهيؤك للقيادة مع الصبر والرحمة ، فهيأ الله للأنبياء أن يعملوا بها جميعهم.

ثم كان بعضهم أيضا يعمل بمهن أخرى، فمحمد عليه السلام عمل بالتجارة وهي مهنة أهل مكة، وادريس كان خياطا، وداود حدادا، وكل نبي له مهنة عمل بها كان يشتهر بها قومه وقتها.