يصوّر أبو نواس حياة البداوة في هذه القصيدة من خلال مظاهر ثلاثة:
1- الحياة الاجتماعيّة المضطربة القائمة على التّرحال المستمرّ وانعدام الاستقرار، ذاك الذي نتجَ عنه استمرار الشعراء القدامى بالوقوف على الأطلال والبكاء عليها، وشعوره بالغربة ضمن هذه البيئة الموحشة، واستثقاله لفكرة التنقّل والرّحيل، وتهكّمه على التشكّي وتواصل الأحزان تبعًا لذلك.
2- البيئة الصحراويّة المُقفرة متقلّبة الأجواء والفصول.
3- طريقة العيش البدائيّة في الخيام، والاضطرار إلى مجاورة الحيوانات فيها "كالضّب والحرباء."
كلّ هذا يورده أبو نواس في مقدّمة قصيدته للدعوة إلى التّجديد والانسلاخ عن هذه المظاهر، وهجرها إلى غيرها من مظاهر الحضارة الجديدة المُترفة التي ظهرت في العصر العباسيّ، مضمنًا ذلك ما يرى وجوب تجديده من مظاهر الشعريّة وأساليبها.