لطالما كان الإحترام من أسمى القيم التي تمثل الأخلاق في أبهى صورها، فهو أحد الصفات الحميدة التي تميز الفرد و تجعله يقدر قيمة ما حوله ،و التعامل معها بكل عناية.
ولعل أولى قواعد الإحترام وأهمها بالنسبة الي تتجلى في عبارة "كن انت"، حيث انها تعبر بكل فصاحة عن كلمة الإحترام.
كن انت كما انت و لا تلتفت الى ما يريده الاخرون فكل صفة، و سمة تميزك هي قاعدة تبنى عليها أسس الاحترام الذي تصنعه روحك، و ينعكس على تصرفاتك، لتجعل الاخرين يعترفون بإنعكاس روحك، و يقدرونها و يمنحونها مكانة سامية في قاموس الاحترام والتقدير لديهم.
من خلال هذه القاعدة سوف يتخلل إلى نفسك شعور الثقة بالنفس الذي يقودك نحو ترتيب قواعد تنظم سلوكك، و تجعل من الإحترام شعوراً مترسخاً في داخلك ينعكس على ردة فعل الآخرين تجاهك، و يمكنهم من بناء اقتناع داخلي لديهم بضرورة تقدير تصرفاتك، و احترامها.
ولعل إحترام نفسك و التصرف بإحترام تجاه الآخرين من أهم القواعد التي من خلالها تستطيع تجسيد تقدير نفسك، و تمنحك القدرة على بناء قواعدك الخاصة، و بالنسبة الي لدي مجموعة من القواعد التي اتبعها في اغلب الأحيان، لأكسب احترام، و تقدير المجتمع الذي اتواجد فيه اياً كانت خلفيته.
ومن ابرز هذه قواعد: تحديد اهدافي التي تتجلى على شكل معرفتي لقيم حياتي، و مبادئي المترسخة في ذهني، التي لا اتنازل عنها مهما يكن، حيث لدي قناعة بأنه عند إصرارك على قيمك تجبر الاخرين على احترامك حتى و ان لم يتفقو معك بشأن مبادئك.
وأيضاً من وجهة نظري ان التزامي بوعودي و ترك أفعالي تتحدث بالنيابة عني، ووضوحي في التعبير هي من القواعد التي جعلت من الاحترام والتقدير مكسباً عظيماً أحصل عليه عند تطبيقها، و أعطتني الفرصة لابراز شخصيتي و فرض احترامي في جميع المجالس التي اتواجد فيها.
وكما قال شكسبير :
"الاحترام تربية وليس ضعف، والاعتذار خلق وليس مذلة."
بتلك الكلمات استطاع الكاتب العظيم شكسبير ان يصف الاحترام والتقدير بانه تربية يربى عليها الفرد منذ الصغر وهو صفة حميدة تسمو بالفرد نحو اقصى المراتب، بحيث انها بعيدة كل البعد عن الضعف، ومن هذا المنطلق يمكنني أن استنبط أن الاحترام صفة مكتسبة حين يكون مترسخاً داخلك مؤمناً به بكل حواسك، فإن احترمت نفسك وقدرتها فإنك ترسل رسائل لكل المرئيات في الكون لتخضع لقوة طاقتك و تحترم كل ما تعكسه روحك للكون.