ما هي قصة النبي عزير في الفقه الشيعي

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
يقول الشيعة بأن عزير (عليه السلام) خرج يوماً من قريته نحو المقبرة راكباً حمارة وكان يفكر خلال سيرة في كيفية إخراج التوراة من مخبأها ووضعها في المعبد.

-وعندما وصل إلى المقبرة القديمة وكان الطقس حاراً فاستظل تحت شجرة كبيرة كانت هناك واخرج صحناً فيه بعض الغذاء وبدا يأكل وهو يتجول في بصرة يتأمل منظر المقبرة، فتساءل في نفسه كيف يعيد الله تعالى الحياة إلى هذه العظام بعد فنائها؟!

- وبعد ذلك أرسل الله سبحانه وتعالى ملك الموت (عليه السلام) فقبض روحه وتمدد الحمار في مكانه حين رأى صمت صاحبة وسكون جسده. وظل الحمار ممداً في مكانة، حتى مات هو أيضا.

- ولما تأخر عزير أخذ أهله وأهل القرية يبحثون عنه في كل مكان فلم يجدوه، ولم يخطر ببالهم أنه ذهب إلى المقبرة، ومرت أيام وأيام ويأس الناس من عزير وتأكد أولادة انهم لن يروه ثانية ومرت الأشهر والسنوات وبدأ الناس ينسون عزيراً وينشغلون في مشاغل الحياة اليومية.

- وبعد مدة طويلة نسي الناس عزيراً ما عدا أصغر أبنائه وامرأة كانت تأتي إلى منزلة لمساعدة زوجته في أعمال البيت، وكان عزيراً في وقتها يعطف عليها وكان عمرها عشرين سنة حين خرج عزير من قريته وغاب غيبته الطويلة. مضت 10 سنوات. 20 سنة. 80 سنة. 90 سنة. حتى انتهى قرن بأكمله مضت 100 عام.

- اقتضت حكمة الله تعالى أن يستيقظ عزير أرسل الله تعالى إليه ملكاً أضاء النور في قلبه ليرى كيف يبعث الله تعالى الموتى كان عزير ميتاً منذ مئة عام ورغم ذلك فها هو يتحول من التراب إلى العظام إلى اللحم إلى الجلد... ثم يبعث الله تعالى الحياة فيه مجددا، فينهض جالساً في مكانه.

- حيث جلس عزير في مكانة وفرك عينيه لقد استيقظ من موت ومرت 100 عام وهو لا يدري، جال ببصره حوله، فرأى المقابر وتذكر أنه نام. كان عائداً من بستانه الى القرية فنام في المقابر. الشمس الآن تتهيأ للغروب، وهو قد نام في الظهيرة. قال لنفسه:
لقد نمت طويلاً ربما لبثت نائماً من الظهر إلى المغرب.
سأله الملك الذي أمر الله تعالى بإيقاظه:
كم لبثت؟
إجابة عزير:
لبثت يوماً أو بعض يوم
قال له الملك الكريم: بل لبثت 100 عام
أنت نائم منذ 100 عام. ميت منذ 100 عام. أماتك الله سبحانه وتعالى بقدرته التي لا تحد ثم بعثك لترى الجواب عن سؤلك حين تعجبت ودهشت من بعث الموتى ليوم القيامة.

-وأحس غزير بالدهشة تنسحب من نفسه، ويحل بدلها المزيد من الإيمان العميق بقدرة الله تعالى التي لا تحد ولا تنتهي، وبعد ان امتلاء قلب عزير إيمانا مضعفاً وخشوعاً شديداً أمام قدرة الله تعالى قال الملك الكريم وهو يشير إلى طعام عزير انظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه (يتغير).

- ثم نظر عزير إلى الصحن الذي عصر فيه العنب وضع فيه الخبز الجاف، فوجده على حالة عندما تركه كما هو ما يزال شراب العنب صالحاً لم يفسد، وما يزال الخبز لم يلن بعد 100 عام مرت وهو على حاله لم يتغير!

امتلاء عزير (عليه السلام) من قدرة الله القادرة، فأشار الملك إلى حمار عزير الذي مات نائماً جنبه يوم نام:"وانظر إلى حمارك …".

-ونظر عزير الى حماره فلم يجد غير تراب عظامه قال له الملك: أتريد أن ترى كيف يحيى الله الموتى؟ أنظر إلى التراب الذي كان قبل ذلك حمارك!

نادى الملك بإذن الله عظام الحمار فأجابت ذرات الترابي، وراحت تتجمع وتتسابق من كل ناحية، حتى تكونت العظام. ثم أمر الملاك العروق والأعصاب واللحم أن تتكون مجددا، وبدأ اللحم يكسو عظام الحمار وعزير ينظر …!

انتهى تكوين اللحم فنبت فوقه الجلد وعاد الحمار كما كان لحظة الموت. جسداً بغير روح. وأمر الملاك بإذن الله _ أن تعود الحياة إليه، فعادت إليه.

- ثم نهض الحمار واقفاً، ورفع ذيله وبدأ ينهق. شاهد عزير هذه الآية الإلهية العظيمة تحدث أمامه. شاهد معجزة الله تعالى في بعث الموتى بعد تحولهم إلى عظام وتراب.

قال عزير بعد أن رأى معجزة البعث والأحياء: " أعلم أن الله على كل شيء قدير ".

نهض "عزير" وركب حماره، وانصرف عائداً إلى قريته. كان الله سبحانه وتعالى قد شاء أن يجعل عزيراً أية للناس ليؤمنوا بالقيامة والحساب وشاء تعالى أن يجعل نبيه عزيراً معجزاً حية على صدق البعث وقيامة الأموات.

دخل عزير قريته في ساعة الغروب. أدهشه التغير الذي طرأ على القرية. تغيرت البيوت والشوارع والناس والوجوه والأطفال. لا يعرف أحدا هناك ولا أحد يعرفه!

كان عزير قد خرج من قريته وعمره 40 عاماً، ويعود إليها الآن وعمره 40 سنة عاد إليها كما خرج. بعثه الله من موته كما كان عند موته: رجلاً كهلاً في 40 من عمره لكن قريته عاشت 100 عام فتهدمت البيوت وتغيرت الشوارع والوجوه. قال عزير: في نفسه: ابحث عن رجل عجوز أو امرأة عجوزة لعلها تذكرني!

ظل عزير يبحث كثيرا حتى عثر على امرأة عجوز عمياء مهدمة القوى، سألها: أيتها العجوز الطيبة.. أين منزل عزير؟ فبكت المرأة وقالت: لم يعد يذكره أحد. خرج منذ 100 عام، فلم يرجع فليرحمه الله! لقد كان يعطف علي عندما كنت أساعد زوجته في البيت.

قال عزير للمرأة: اني أنا عزير.. ألا تعرفينني؟! لقد أماتني الله 100 عام، وبعثتي من الموت.. قالت المرأة وهي لا تصدفة: كان عزير مستجاب الدعوة. ادع الله يرد بصري لكي أراك وأعرفك.

فدعي لها عزير فرد الله إليها بصرها وقوتها، فعرفت أنه عزير وأسرعت تجري في لبلدة كلها.. وتقول: إن عزيراً قد عاد! ودهش الناس وظنوا أنها قد أصيبت بالجنون ثم اجتمع مجلس الحكماء والعلماء، وكان فيهم حفيد عزير وهو في ال 80 من عمره بينما كان جده عزير في ال 40 من العمر.

اجتمع هذا المجلس واستمعوا الى قصه عزير ولم يعرفوا هل يصدقونه أم يكذبونه 1 ثم سأله أحد الحكماء نسمع من آبائنا وأجدادنا أن عزيراً كان نبياً وقد أخفى التوراة حتى لا يحرقها العداء فلو عرفت أين أخفى عزير التوراة لصدقناك قال لهم هذا: هذا أمر سهل.
أنا أذكر التوراة جيداً واذكر أين أخفيتها وصحبهم إلى المكان الذي أخفى فيه التوراة واستخرجها. بعد أن كانت الأوراق قد فسدت لطول الزمن فجلس عزير (ع) يكتب لهم التوراة، كما يذكرها مستعيناً بما بقي منها وأمنوا إنه عزير الذي أماته الله 100 عام، ثم إعادة الى الحياة وصار عزير للناس آية ومعجزة.


- أما قصة نبي الله عزير عند أهل السنة فيمكنك مراجعتها من خلال الضغط (هنا)