قصة المرأة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم أنها خير نساء العالمين وضرب الله بها مثل للمؤمنين إنها آسيا زوجة فرعون .
آسيا زوجة فرعون
اسمها آسيا بنت مزاحم بن عبيد ابنة فرعون مصر في زمن سيدنا يوسف عليه السلام كانت امرأة ذات مال وجمال تمتعت بالحكمة والذكاء عاشت حياة مرفهة فهي بنت ملك وزوجة ملك فهي زوجة فرعون زوجة أكثر الناس طغيانا وكفرا الرجل الذي ادعى الألوهية و أمر بني اسرائيل بعبادته .
آسيا مع سيدنا موسى عليه السلام
كان فرعون يقتل جميع المواليد الذكور في بني اسرائيل خوفا من قدوم رجل منهم ينزع منه ملكه فكان سنة يقتل الذكور وسنة التي تليها لا يقتلهم وفي العام الذي ولد فيه سيدنا موسى عليه السلام كان العام الذي يقتل فرعون فيه كل مولود ذكر فأوحى الله عز وجل لأم سيدنا موسى بأن تضعه في صندوق وتلقي به في النهر قال تعالى : ( أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي )(طه :39) .
بينما آسيا في أحد قصورها التي تطل على النهر و إذا بالخدم قدموا لها بأن هناك صندوق في النهر وقد جاء باتجاه القصر فظنت أنه كنز وعند فتحها للصندوق و إذا به طفل يشع من وجهه النور فذهبت به إلى فرعون وطلبت منه أن يبقى عندهم ويتخذوه ابنا لهم ،قال تعالى : ( وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) (القصص :9) .
ايمان آسيا زوجة فرعون
آمنت آسيا مع سيدنا موسى عليه السلام وتمكن الايمان بقلبها و كانت تخفي ايمانها عن فرعون إلى أن جاء اليوم الذي قتل فيه فرعون الماشطة التي كانت هي أيضا مؤمنة بالله فغضبت آسيا من فعل فرعون وقد كان قد تمكن الايمان بقلبها
- فقالت لفرعون : يا ويلك ما أجرأك على الله .
- قال فرعون : هل جننتي وأصابك الجنون كما أصاب الماشطة .
- قالت له : بل أمنت بالله رب العالمين .
موت اسيا زوجة فرعون
حاول فرعون إثناءها عن قولها لكنا رفضت و أصرت عليه فقرر أن يقع عليها بالعقوبة لريدها عن قولها، فضربها ليردها عن ايمانها لكنها لم تبالي ثم عذبها وقام بإيذائها ولكنا لم تتخلى عن ايمانها بالله بعد ذلك كله ولم تكفر بالله أمر فرعون جنوده بأن يأخذوها إلى الصحراء ويربطوها بأربعة أوتاد في صحراء مصر بلا طعام ولا شراب ثم جاءها فرعون يقول لها أترجعين فرفضت وقالت" والله ما ازددت إلا ايمانا " ثم أمر بصخرة تُحمل وتلقى عليها من مكان مرتفع ، عندما رأت هذا من فرعون دعت ربها كما ورد في الآية قال تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (التحريم :11) ، وبعد ما دعت آسيا بهذا الدعاء والقيت الصخرة فنجاها الله من فرعون وعمله بأن أراها بيتها في الجنة فبتسمت وقبض روحها قبل أن تصل الصخرة وتسقط على رأسها .