- إن ما يطلق عليه - صلاة الغفيلة-: هي صلاة يختص بها الطائفة الشيعية وهي ركعتان نافلة تصلى بين المغرب والعشاء لمدة أربعين يوماً.
- وسميت بالغفيلة (الغفلة) لغفلة الناس عنها والتقصير في أدائها.
- وتنسب الشيعة هذه الصلاة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله: (تَنَفَّلُوا فِي سَاعَةِ الْغَفْلَةِ وَلَوْ بِرَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا تُورِثَانِ دَارَ الْكَرَامَةِ) وهذا حديث غريب ضعيف
- قال الفقيه ابن حجر العسقلاني في فتاواه: الركعتان بين المغرب والعشاء سنة، فقد صرح الماوردي والروياني بندب صلاة الأوابين قالا وتسمى: صلاة الغفلة لحديث بذلك، وأكملها عشرون، لخبر أنه صلى الله عليه وسلم كان يصليها عشرين ويقول: هذه صلاة الأوابين فمن صلاها غفر له. وكان السلف الصالح يصلونها، قال الروياني والأظهر عندي أنها دون صلاة الضحى في التأكيد.
- وقال المالكية : أن صلاة النافلة بين المغرب والعشاء أمر مرغّب به ، وهي صلاة الأوابين وصلاة الغفلة.
- أما كيفية أداء هذه الصلاة فهي كما يلي :
هي عبارة عن ركعتان يبدأ وقتها من بعد الانتهاء من صلاة المغرب إلى حين زوال الحمرة المغربية ويقرأ فيها:
1- في الركعة الأولى بعد الفاتحة: بقوله تعالى: (وذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلَماتِ أَنْ لا إِلـهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنينَ﴾ سورة الأنبياء 47
2- وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بقوله تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مِفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها اِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَّرِ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَة اِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّة في ظُلِماتِ الأَْرْضِ وَلا رَطْب وَلا يَابِس اِلاّ فِي كِتاب مُبين﴾ سورة الأنعام 59
- وبعد القيام من الركوع في الركعة الثانية يقنت ويقول في قنوته (اَللّـهُمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الْغَْيِبِ الَّتي لا يَعْلَمُها اِلاّ أَنْتَ اَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بي كَذا وَكَذا) ويذكر حاجته المُرادة. ثمّ يقول: «اَللّـهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتي وَالْقادِرُ عَلى طَلِبَتي تَعْلَمُ حاجَتي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لي... » ويسأل حاجته المرادة مرة أخرى .
- ومن أحكام صلاة الغفيلة:
- ذكر النية فيها: أصلي ركعتي (أو صلاة) الغفيلة قربةً إلى الله تعالى.
- يجوز ـ عند أكثر الفقهاء المتأخرين ـ الجمع بين نافلة المغرب والغفيلة بنية واحدة فهو من تداخل المستحبين.
- الاكتفاء بصلاة الغفيلة لا يعادل الإتيان بنافلة المغرب.
- يجواز أداؤها ما بين صلاتي المغرب والعشاء مطلقاً في أي وقت من العام.
- يجوز إتيانها عن قيام أو جلوس اختياراً، والأولى ـ عند أغلب أهل العلم ـ أن تكون الركعتين من جلوس عن واحدة من قيام.
- قال بعضهم: يجوز أداء صلاة الغفيلة بعد الانتهاء من صلاة العشاء بناءً على أنها تقع أثناء الحمرة المغربية.
- لا بد في صلاة الغفيلة من الإتيان بما اعتُبر فيها من قراءة الآيتين بعد الفاتحة من الركعتين والقنوت فيها بما ورد استحبابه، ولا تضر قراءة سورة قصيرة بعد قراءة الفاتحة نسياناً، ولكنها ليست جزءً منها ، فيمكنك أن قراءة الآية بعد ذلك وإتمام صلاة الغفيلة على ما ورد.
- وعليه: فلا تعارض بين السنة والشيعة في فعل هذه النافلة - وهي من الأمور المستحبة التي يرتب الشرع على فعلها أجر، ولا يرتب على تركها أثم أو وزر. فهي من النوافل والتطوع، والوقت بين المغرب والعشاء كونه قصير فقد يغفل عنه معظم الناس ولا يستغل في الطاعة.
- فحري بالمسلم أن يستغله بالجلوس في المسجد إن تمكن ويستغله بالذكر وقراءة القرآن والتسبيح والدعاء والاستغفار وبالصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.