ما هي الحكمة من توزيع أوقات الصلاة على مدار اليوم وليس أداءها جميعها مرة واحدة ومن الذي وضع مواقيت الصلاة؟

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٠٧ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
الذي شرع مواقيت الصلوات الخمس هو الله الذي فرض الصلوات الخمس .

وفي القران إشارة إلى مواقيت هذه الصلوات الخمس حيث قال الله تعالى ( فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون ) ( الروم ،18 ) .

فهذه الآية اشتملت على ذكر وقت صلاة المغرب بقوله ( تمسون ) ، ووقت صلاة الفجر بقوله ( تصبحون ) ، ووقت صلاة العصر بقوله ( عشيا) ووقت صلاة الظهر بقوله ( تظهرون ) ، أما وقت الصلاة العشاء فذكر صريحا في سورة النور في آية الاستئذان في قوله ( من بعد صلاة العشاء ) ( 58.) .

وهناك آيات أخرى ذكرت أو أشارت إلى أوقات الصلوات كقوله تعالى ( أقم الصللاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقران الفجر ) ( الإسراء ،78) ،  فذكر أوقات الصلوات الرئيسة الثلاث وهي : الفجر  ، والنهار ( دلوك الشمس ) ويشمل وقتي الظهر والعصر ، والليل ( غسق الليل ) ويشمل وقتي صلاة المغرب والعشاء .

وقد جاءت السنة مبينة وشارحة ومؤكدة لهذه الأوقات ومفصلة لما أجمل في القران ، وموضحة بداية ونهاية وقت كل صلاة بالضبط ، والأحاديث في ذلك كثيرة منها :
حديث تعليم جبريل رسول الله بداية ونهاية وقت كل صلاة ، حيث أمه مرتين : مرة في بداية الوقت ومرة في نهاية الوقت ، ونص الحديث :
عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أمني جبريل عند البيت مرتين، فصلى بي الظهر في الأولى منهما حين كان الفيء مثل الشراك، ثم صلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله، ثم صلى المغرب حين وجبت الشمس وأفطر الصائم، ثم صلى العشاء حين غاب الشفق، ثم صلى الفجر حين برق الفجر وحرم الطعام على الصائم، وصلى في المرة الثانية الظهر حين صار ظل كل شيء مثله لوقت العصر بالأمس، ثم صلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه، ثم صلى المغرب لوقته الأول، ثم صلى العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل، ثم الصبح حين أسفرت الأرض، ثم التفت إلي جبريل فقال: يا محمد هذا وقت الأنبياء من قبلك، والوقت فيما بين هذين.( رواه أبو داود وابن ماجه وغيرهما )

الحكمة من تفريق أوقات الصلوات :

فاولا نقول هذا أمر تعبدي يبتلي الله به عباده ليظهر من يمتثل ممن يعترض ويعرض .

ثانيا : ولكن هذا لا يمنع أن نلتمس الحكم في هذه التفرقة للصلوات على طول اليوم والليلة ، ومنها :
1. ألا تنقطع صلة العباد بربه في أي لحظة من لحظاته ، فهو لا يفرغ من صلاته ويشتغل في عمله ودنياه ، حتى يحين وقت صلاة أخرى فتقطعه هذه الصلاة عن التفكير في الدنيا ويرجع إلى التفكير بربه والخضوع بين يديه، ولو كانت الصلوات تؤدى في وقت واحد أو مرة واحدة ، لفرغت باقي الساعات عن هذه العلاقة التي هي ضرورية لقلب العبد .
2. ألا يشعر العبد بالملل والثقل ، بل تخف مؤونتها عليه ويسرها فيندفع إلى أدائها وتخف وساوس الشيطان .

والله أعلم