الحمد لله الحليم العليم,وبعد:
الرؤى من البشارات للمؤمن وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النّبوة, قال صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلاثٌ :مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ ، وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ)) صحيح سنن ابن ماجه 3155 .
وإنّ من شروط الرؤية الصحيحة أن تذكرها بعد الاستيقاظ,وأن تكون مُرتَّبة الأحداث وواضحة,وإن تحقق الرؤية الصحيحة قد يتطلّب زمناً كما حصل مع نبي الله يوسف عليه السلام, ومنها ما يكون قريب الوقوع.
وفي الحديث : (( إِذَا اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيَا الْمُسْلِمِ تَكْذِبُ ))
واقتراب الزمان هو شرط من شروط الساعة.
وإنّ الرؤيا تِبَعٌ لمن شاهدها, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أصدقهم رؤيا,أصدقهم حديث )) رواه السّيوطي.
ورؤى الأنبياء وحيٌ من الله فهي ثابتة الدلالة,وكذا رؤيا الصالحين تأتيك فلق الفجر, ويستحبّ ألا يقصّ المرء الرؤيا إلا لعالمٍ ومُحِبّ.
أما الرؤيا المخيفة,فلا يقولها لأحد,بل يستعيذ بالله منها,وينفث عن يساره ثلاثاً,فإنها لا تضرّه بإذن الله.