ما هي شبهة عدم تواتر القرآن الكريم وكيف نرد عليها

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
بكالوريوس في الشريعة والدراسات الإسلامية (٢٠١٢-٢٠١٦)
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
هناك شبهة يتكلم بها بعض الملاحدة، فيما يتعلق بتواتر القرآن الكريم، وهذا حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: مات النبي، ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبو الدرداء، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه.

يقول الملحدون، كيف يكون القرآن متواتراً، مع ما يروى عن أنس من حصر من جمع القرآن في هؤلاء الأربعة. وركزوا أيضاً على أن أسانيد القراء تدور على ثمانية فقط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: إن هذا عدد لا يبلغ حد التواتر.

والرد على هذه الشبهة، كما قال العلماء، أن الحصر في كلام أنس ليس حقيقي، بل إضافي، بمعنى أن قول (أربعة) في الحديث ليس حقيقياً ولا حصر في كلام أنس، وقد قال في الحديث بالإضافة إلى غيرهم، وإلا أين ذهب كل الصحابة رضوان الله عليهم.

علاوة على ذلك، أن هناك الكثير من الصحابة الذين حفظوا القرآن الكريم في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم إنه من غير الممكن أن يحيط أنس بن مالك بحال جميع الصحابة وأنهم لم يجمعوا القرآن الكريم.

كذلك فإن الجمع الذي قصده أنس بن مالك رضي الله عنه، يحتمل عدة أوجه، منها أن المراد به لم يجمعه على جميع الوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك، ولم يجمع ما نسخ منه بعد تلاوته وما لم ينسخ غيرهم، وأن المراد بجمعه، تلقيه من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة بغير وسيط، بخلاف غيرهم بحث أنه هناك من تلقي القرآن الكريم بواسطة وليس من الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة.

ومع ذكر كل ذلك، فلو ثبت أنه لم يجمع القرآن الكريم إلا هؤلاء الأربعة، لا يقدح ذلك في تواتر القرآن الكريم، فإن هناك من حفظ أجزاء من القرآن الكريم عدد كبير من المسلمين وفلو جمع كل منهم ما حفظه لحصل التواتر ببعضهم، وليس من شرط التواتر أن ينقل القرآن كله عن أحد ويسلمه كله.