ما هي تجاربكم الشخصية في تخطي مشاكل أول سنة زواج

في الغالب تحتدم المشاكل بين الزوجين في السنة الأولى من الزواج، وهذا إن دل، فإنما هو يدل على أن هناك سوء تفاهم منذ البداية بين الطرفين، لأن السنة الأولى من الزواج تعتبر المرحلة الانتقالية بين مرحلة الخطوبة، وبين استمرارية الزواج بدون مشاكل.

في فترة الخطوبة يعيش كلا من الرجل والمرأة الفترة الأجمل، حيث الأجواء الشاعرية، والكلام الجميل، والهدايا المتبادلة، والتصبيحة الحلوة والأمسيات الجميلة، والاهتمام المتبادل وغيره من الأمور. وبمجرد أن يتقابلا فيما بينهما في السنة الأولى من الزواج، تبدأ بعض الأمور الغير مكشوفة بالظهور، فكل واحد منهما يود أن يعيش الحياة التي رسمها في خياله، بلا قيود وبدون تمثيل وبدون مبالغة في المعاشرة، فيعتقد كل طرف أن الأقنعة قد تساقطت، وأن الآخر ظهر على حقيقته.

من المستحيل أن يتفق شخصان على جميع الأمور الحياتية من أول سنة زواج، والاختلاف أمر طبيعي جدا، فالخصام وارد، واكتشاف سيئات بعض أمر عادي ، فكل طرف لديه عقلية خاصة، وطريقة في التفكير، لذا يكون الحل بالإدراك، وتفهم الآخر، ومعرفة كل طرف ما له وما عليه، وأهم نقطة أساسية في الموضوع، أن يعرف كل من الزوج والزوجة حقوقهم وواجباتهم، ومن أجل ذلك يلتزمان بها فتكون حياتهم سليمة.

كل من الزوجين، المرأة والرجل، أتيا من بيئة مختلفة، ومن طريقة تربية مختلفة، ومن خلفيات مختلفة فتكون في بعض الأحيان وجهات النظر مختلفة وكذلك العادات والطبائع، والطريقة الصحيحة لتقريب وجهات النظر هي عن طريق الحوار ومشاركة أطراف الأسرتين للجمع بين الزوجين الحديثين، فالشخص منهما عليه أن يتعرف طبائع الآخر، ويفضل أن يتم ذلك قبل الارتباط، كما أن الاعتذار عن الخطأ والتنازل للآخر في سبيل استمرارية الزواج أمر محمود.

كما أنني أجد أن لا ضير من أن يقوم الزوج والزوجة ببناء حياة خاصة بهما، يضعان فيها القواعد والأساسيات التي يودون اتباعها، فيكون بيتهم بوتقة مستقلة، لا من أهله ولا من أهلها ولا من المجتمع الذي يعيشون فيه، فيحمون نفسهم في حصنهم الخاص من أي تدخلات غير مرغوب فيها من الأهل أو الأصحاب أو المحيطين بهم. فيحلان مشاكلهم بهدوء وسرية فيذوب الجليد ما بين الرجل وزوجته.

إن الكثير من مشاكل أول سنة زواج تعود لأسباب اقتصادية، أما بالنسبة لتنظيم الأمور المالية بين الزوج وزوجته، ففي بعض الأحيان يكون لكل من الزوجين طريقته الخاصة في إدارة ماله بطريقة مستقلة، وهناك نوع آخر، حيث يتفق المتزوجين من بداية الزواج أن هناك مالا خاصا بالزوجة، وأموالا خاصة بالزوج، إضافة إلى صندوق مشترك بينهما، قيتطع من راتب الزوجة، ومن راتب الزوج، ويوضع في هذا الصندوق المشترك، ويوضع لهذا الصندوق أهداف، بحيث يصرف المال منه لأسباب معينة ومحددة ومتفق عليها.

كذلك هناك من الأزواج من يتكفل بكل شيء، بسبب عدم عمل زوجته، أو بسبب عدم رغبتها في المشاركة في تحمل نفقات الحياة، فتكون ميزانية الزوج مرهقة على الأغلب، ومنهم من يقسم المسؤوليات، فمثلا راتب الزوج يصرف على المصاريف الاستهلاكية اليومية، وراتب الزوجة للادخار أو المشاريع الكبيرة أو لشراء بيت، وما إلى ذلك.

القصد هو الاتفاق الأولي بين الطرفين والالتزام بالاتفاق، هو ما يحميهما من حدوث الخلافات بينهما.

كما من المشاكل هي اعتقاد أحدهما بأنه بعد الزواج قد امتلك الآخر، خاصة الرجل عند اعتقاده أنه امتلك المرأة،وهو أمر غير صحيح، إلا أن الله أعطاهما صلاحية، وهذه الصلاحية يجب استخدامها بالرحمة وليس بالانتقام، فقوامة الرجل ليست سيطرة، بل هي المحافظة على الشريك بالرحمة والمودة والطمأنينة