ما هي المراقبة؟

المراقبة هي درجة من درجات الإيمان و لتي تمثل تعهد ذاتيا من العبد بالبعد عن المعاصي و الذنوب و الإمتثال لأوامر الله تبارك و تعالى و هي إستشعار مراقبة الله للعبد في كل صغيره و كبيره في سره و علنه و دليل ذلك قول الله تعالى  أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 

المراقبة هي استشعار أن الله يراقبك في أقوالك وأفعالك وحركاتك وسكناتك..وهذا من تمام الايمان فحقيقة أن الله يعلم كل شيء ومطلع عليه قال تعالى:" إن الله سميع عليم" 

وعلمه المحيط بكل شيء لا يصل اليه أحد من المخلوقات .

فقط الله من يعرف ويعلم كل شيء قال تعالى:" ولا يحيطون بشيء من علمه".

وقال تعالى كي نستشعر مراقبته لنا:" وهو معكم أينما كنتم". أي معكم بعلمه وسمعه وبصره.

وكي نصل لفهم المراقبة يتوجب علينا أداء كل شيء بحياتنا ونحن نعلم أن الله يراقبنا كي لا نخطئ قال عليه الصلاة والسلام:" اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".

المراقبة هي حالة عالية من الحضور مع الله وهي أعلى من الذكر سواء الجهري أم الخفي لأنك في المراقبة لقلبك تكون منتبها بكليّتك لتجليات الحضور الإلهي. عليك أن تخرج من نفسك التي تشغلك دائما بعالم الأشياء وأن توقف جريان الأفكار والخواطر في عقلك ومن كل ما يشوِّش عليك حال الصفاء. وحين تصل إلى السكون العميق الذي يُجوهِر وجودك الحقيقي فإنك تكون في أقصى درجات المراقبة وبالتالي تكون مستعدا ومتهيئاً لما يَرِدُ على قلبك من الفيوضات النورانية والتجليات الربانية وهذه ثمرة المراقبة القلبية الوصول إلى حقيقة الإتصال بالمصدر بالجوهر بالأصل بالله ذي الجلال.