حين نتكلم عن الرقابة الإلهية نستذكر قوله تعالى في أول آية من سورة النساء:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }
فالله سبحانه وتعالى رقيب على الإنسان بمعنى أنه مطلِّع على حركاته ونيّاته وأعماله وأقواله وهواجس فكره ووساوس نفسه فهو أقرب إليه من حبل الوريد ولا يعزب عنه مثال ذرّةٍ مما يقوم به أو يقوله أو يفعله. وحين يكون لدى الؤمن نور الإدراك بذلك واليقين بهذه الرقابة الإلهية عليه في كل أحواله وسائر أحيانه فإنه يستشعر رقابة الله واطِّلاعه في كل ما يقوم به، واستشعار هذه الرقابة يكون رادعا له عن ارتكاب المعاصي فإنه يستحي من ربه أن يراه على معصية ويخشى من القطيعة عن جنابه ومن نفاذ حكمه وعقابه. لذلك اعتنى أهل السلوك والسير إلى الله بترسيخ هذا المعنى في نفس السالك حتى يقوى عنده الورع والتقوى ويتقدم في مسيرته الروحية نحو حضرة المولى جلَّ وعلا.