إنَّ الله تعالى خلق أبينا آدم عليه السلام من طين ثم نفخَ فيه من روحه قال تعالى:{ونفختُ فيه من روحي} وسرّ تشريف الإنسان يكمن في هذه النفخة الإلهية التي فيه أي الروح التي هي من عالم الأمر {ويسألونك عن الروح قُل الروح من أمر ربي..}.
لذلك أهم شيء أن يسعى الإنسان في هذه الحياة إلى تنمية وترقية هذه الروح من خلال سيره وسلوكه في مسيرة الكمال الروحي.
لأن الإنسان يتقرّب إلى ربه وخالقه بالروح التي فيه ومن خلال الروحانية يترقى في معراجه النوراني إلى الحضرة القدسية.
والعلم الذي يُعني بالسير والسلوك في طريق التطور الروحي يُسمّى بالتصوف الذي يوصلك إن سرتَ على أصوله المستمدة من الكتاب والسُّنة إلى مقام الإحسان ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وفي هذا الطريق هنالك مقامات وأحوال أساسها: التوبة.الزهد.الورع.التقوى.التوكل.الصبر. الشكر .الرضا.الشوق .الحب.
وكلما تقدم الإنسان في سيره وسلوكه فإن روحانيته تصبح أقوى فيمتلئ قلبه حبا لله وشوقا إلى الله ويغمره الأنس بالله وتلك الأحوال الطيبة هي أطيب ما في هذه الحياة وهي جنة الدنيا التي يلتذُّ فيها المؤمن بنعيم روحاني لا يعرف لذّته إلّا من ذاقها وعرف الله وأحبّهُ وفنى في حبه عمّن سواه.