ما هي الحكمة من خلق الطبيعة وجعلها بكل هذا القدر من الجمال

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٣٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 قال الله تعالى: ( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ) [الصافات: 6] .
- وقال الله تعالى: ( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا) [الكهف: 7] .
- وقال الله تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ ) [غافر: 64].
- وقال الله تعالى: (صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل: 88]
- وقال الله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) [السجدة: 7].
- فالله سبحانه تعالى خلق هذا الكون العظيم بجماله ليدل على جمال وإتقان الخالق سبحانه وتعالى، فجمال الصنعة يدل على عظمة صانعها.
-والله تعالى قد زيّن السماء بالكواكب والنجوم والشمس والقمر، وزيّن الأرض وما فيها من جبال وأشجار وأزهار وبحار ومحيطات وبساتين وجنات.
- كذلك يرى الإنسان الجمال والإبداع في صورته ( الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم)
- بل أنه يرى الجمال في مخلوقات الله تعالى جميعها.

- ومن أهم الحكم في جعل الطبيعة بهذا القدر من الجمال:

1- ليعرف الإنسان قيمة جمال الخالق وعظمته، وليسعى أن يحصل على جمال الآخرة (الجنة) كما حصل على جمال الدنيا، وذلك من خلال اليقين بالله والإيمان به وطاعته حق الطاعة والقيام بالمهمة التي وكّله الله تعالى به وهي العبادة بمفهومها الخاص والعام.

2- من أجل تسخيرها للإنسان: فالسماء وما فيها من (شمس وقمر ونجوم وهواء ومطر وسحاب)  والأرض وما عليها من (أنهار وبحار وجبال ونبات وأشجار وحيوان وطيور) كل ذلك من أجل الإنسان - وحتى يقوم بهمته وخلافته لله تعالى في أرضه.

3- إن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق ، فلولا وجود السموات والأرض كيف سنستدل على وجود الخالق سبحانه وتعالى .
-  قال الله تعالى :( وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ * وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ * لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 38-40]. فهذا الكون وما فيه من عوالم وكواكب ومجرات منضبط ويسير وفق نظام دقيق لأنه نظام إلهي، بعكس المخلوق الإنسان الذي يتبدل ويتغير بين فترة وأخرى.

4- من أجل الاختبار والامتحان بأن الله تعالى قد يسر لنا كل شيء من خلال خلقه للسموات والأرض فهل نحسن العمل ونتقنه ونستخرج ما في هذه الأرض ونستفيد منه وننتفع به، قال الله تعالى : ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) سورة الملك: 2.

5- حتى تتحقق عبادة شكر النعمة فالنعم التي أنعمها الله تعالى علينا سواء في السماء أو الأرض كثيرة جداً، ويجب علينا شكر هذه النعم باستخدامها وفق منهج الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم .

6- ليعرف الإنسان قيمته وحجمه الحقيقي مقابل مخلوقات الله العظيمة في السموات والأرض، فلا يتكبر ولا يظلم ولا يفسد في الأرض.

7- ليتفكر الإنسان ويطلق العنان لفكره في البحث العلمي في موجودات السموات والأرض كعلم الفلك والفضاء وعلم البحار والمحيطات ، وعلم الصخور والبراكين والزلازل، وعلم النبات والحيوان وغيرها من العلوم الكثيرة.

8- لزيادة إيمان العبد من خلال التفكير في خلق السموات والأرض .

9- ولأن الله تعالى تعالى جميل فهو يحب الجمال من النية والقول والعمل والطاعة ، فلا يقبل من العبد عملاً إلا إذا كان هذا العمل نقياً مخلصاً صادقاً وجميلاً .

10- ومن حكم خلقه لجمال الطبيعة أن الله يحب لعباده الجمال في المنظر واللباس ولهذا قال تعالى : (يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) [الأعراف: 31]