ما هي البنائية الاجتماعية؟

1 إجابات
profile/سارة-المجالي-1
سارة المجالي
آداب اللغة العربية
.
٢٧ سبتمبر ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
إن سؤالك عن البنائية الاجتماعية إحدى نظريات المعرفة في علم الاجتماع تدل على اهتمامك بهذا العلم وما يتعلق بظواهره، التي تساعد على فهم المشكلات الاجتماعية والحياة الإنسانية فهمًا علميًّا؛ للمساهمة في تقديم واقتراح الحلول المناسبة.


إن نظرية البنائية الاجتماعية تنظر في تطور الظواهر الطبيعية والسياقات الاجتماعية، وتعتبر المعرفة والوعي تركيبات ذهنية ساهمت في تشكيلها مؤثرات عديدة يمكن اعتبارها أيضا قيود، مثل:

  1.  سياسات الحكم.
  2.  الأيدلوجيات.
  3.  الدين والقيم الأخلاقية.

إضافة إلى ما سبق، تأتي البنائية الاجتماعية لتؤكد أن المعرفة تراكمات لأجزاء معرفية عبر سنوات، يكمل بعضها بعضًا، ويمكن أن ينقد بعضها بعضًا، كما أنها تحاول دراسة الفهم البنائي المشترك للمجتمع والنمو والنشاط الفكري وتطوره، فمن الموضوعات التي تركز عليها هذه النظرية:

  •  تركز على أن الأفراد هم من يبنون المعنى من خلال التفاعل الاجتماعي، وتفترض أن الخبرات والمعتقدات والمعلومات لها دور محوري في عملية التعلم والتفاعل.
  •  تفترض أن الفرد هو من يعمل على بناء معرفته بنفسه، ومن ثم يبحث عن المساعدة والدعم من الآخرين ليشارك معلوماته، ويكمل عملية البناء المعرفي.
  •  ترى أن الفرد لا يمكن أن يبني معرفته بنفسه إلا من خلال مواجهة مشكلات ومتناقضات، تدفعه لبذل النشاط اللازم في التفاعل الاجتماعي والبحث عن الحلول.

من أهم العلماء الذين ساهموا في نظرية البنائية الاجتماعية:

  1. فيجوتسكي: أكد على أن النمو الفكري طبيعته اجتماعية وليست بيولوجية فقط، وذكر أن النشاط الفكري للفرد لا يمكن فصله عن النشاط الفكري للمجتمع الذي ينتمي إليه.
  2. بول أرنست: قدم طرحًا لاقى جدلًا كبيرًا، ذكر فيه أن العلوم كافة بما فيها الرياضيات هي بنائية اجتماعية، وقدم سؤالًا جدليًا وهو هل الرياضيات تكتشف أم تخترع؟ والجدير بالذكر أن بول أرنست هو عالم مختص بالرياضيات والفلسفة.
  3. جان بياجيه: عمل على دراسة التطوير الفكري عند الأطفال، إذ درس مراحل نموهم وطريقة تعلمهم نحو خمسين عامًا.

تعتمد نظرية البنائية الاجتماعية على مجموعة من الأسس، وهي على النحو الآتي:

  •  التأكيد على أن يكون كل فرد متعلمًا اجتماعيًا، يساهم في بناء المجتمع ويكتسب منه الخبرات والمهارات.
  •  التركيز على أهمية بناء المعرفة من خلال التفاعل الاجتماعي للأفراد.
  •  التأكيد على أهمية التعلم التعاوني وما يكسبه للأفراد.

بناء على ما سبق، نلحظ أنّ البنائية الاجتماعية تتضمن عمليات تفاعلية لها أبعاد، هما:

  1. بعد عام: الفرد يتعلم عندما يكون قادرًا على التفاعل الاجتماعي مع محيطه ومع غيرهُ.
  2. بعد خاص: فالفرد يبني خبراته عندما يتأمل تفاعلاته.

ما يؤخذ على النظرية البنائية الاجتماعية: هو إغفالها الإسهامات الفردية في البناء المعرفي واهتمامها بالمعرفة في إطارها الاجتماعي، وهذا الأمر وجّه لها العديد من الانتقادات، منها: 

  •  عدم اهتمامها بالجوانب الانفعالية للفرد في عملية التعلّم المعرفي.
  •  تجاهلت عامل العمر كونه مؤثرًا مهمًا في الثقافة والتعلم المعرفي.
  •  أهملت المعايير القياسية للنمو.
  •  أهملت الجانب الفردي للفهم، وركزت بشكل كبير على أنّ الإدراك: ناتج من التفاعل الاجتماعيّ.