لأكون صريحة معك، لم يسبق لي كتابة رواية أو عمل أدبي، ولكن في ظل قراءتي حول هذا الموضوع سأجيبك عن أبرز الأخطاء التي يقع في الكاتب:
أخطاء الرواية الأولى
- يندفع الكاتب المبتدئ لكتابة أولى رواياته فيقع في أخطاء تحاكي اندفاعه هذا؛ فتكون بداية مقدمة روايته واضحة ومباشرة واعتيادية؛ ولكن الأفضل أن تكون البداية كما الأحداث مشوقة للقارئ وفيها بعض الغموض ولا تكشف عن حدث معين بصورة جلية.
- طول الرواية مقارنة بالأحداث ظانّاً أن عدد الصفحات الكثيرة معيار للنجاح أو شهرة؛ فيكون أسلوبه مليئاً بالملل والمماطلة في كشف الأحداث مما يجعل الرواية تأخذ أكثر من الطول المقدر لها، فينتصف القارئ الرواية ويأخذ نفساً عميقاً ثم يلقيها إلى أقرب رف.
- الأفكار المكررة وغياب الإبداع والطابع الشخصي للكاتب؛ ويمكن أن يكون ذلك نتيجة عدم قراءته لعدد جيد من الروايات فلا يتنبه أن هذه الفكرة قد أكلها الزمن، أو لكثرة قراءته للروايات مما يجعله يكرر النمطية ذاتها فيما قرأ.
- اللغة الركيكة؛ بعض الكتاب المبتدئين يكتبون روايتهم الأولى وربما أغلب رواياتهم بلغة ضعيفة جداً وركيكة ويرجع ذلك لعدد من الأسباب أظن أن أهمها انكماش المفردات الغنية من قاموسه اللغوي وغيابها، وقراءته لأعمال من ذات الجودة مما يجعل مخرجاته ذات قيمة منخفضة ولغته لا تترك وقعاً على القلب والعقل مباشرة.
- الأخطاء الإملائية؛ لضعف خبرة الكاتب في كتابة الرواية يقع في فخ الأخطاء الإملائية غير متنبه أنه يتوجب عليه تدقيق عمله قبل تقديمه خاصة إذا كانت دار النشر غير مسؤولة عن التدقيق.
وأنا كقارئ لا يدخل مزاجي أي عمل أدبي، أنتقي ما أقرأ على نحو دقيق لأنني أقرأ بكافة حواسي وليس فقط بعيوني، ولا تجذبني الأعمال ذات اللغة والأسلوب والكلمات المتسهلكة لبعض الكتاب في هذا العصر، فأصبحت ألجأ لقراءة ما هو قديم.
السبب وراء ذلك يكمن في اللغة الثمينة والأسلوب المتين التي كانت تكتب به الأعمال الأدبية، ولم يكن الشاعر أو الكاتب يسمى أديباً إلا إن كان يستحق لقباً كهذا بكل جدارة.
المضامين، اللغة الجزلة، الأسلوب الذي يسلب لب الإنسان وقلبه، الحوارات القيمة، الفكرة النبيلة، البدايات والنهايات المشوقة، الاسترسال في القراءة كما الماء؛ هذه معاييري للعمل الأدبي الذي أعتبره قيماً ومنه الروايات، عدا ذلك أعده مضيعة للوقت والورق والحبر.