ما هي الأحاديث القدسية الصحيحة عن إبليس

عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال إبليسُ: كلُّ خلْقِكَ بيَّنْتَ رِزْقَهُ، ففيمَ
رِزْقي؟ قال: فيما لم يُذْكَرِ اسمي عليهِ". (الألباني، السلسلة الصحيحة، 708)
يبين الحديث الشريف وجوب ذكر اسم الله تعالى على كل ما يأكله العبد ويشربه، بل على كلّ عمل يقوم به لئّلا يكون للشيطان رزق منه.

عن أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ إبليسَ قال لربِّه عَزَّ وجَلَّ وعِزَّتِك وجلالِك لا أبرَحُ أغوي بني آدَمَ ما دامتِ الأرواحُ فيهم فقال له ربُّه فبعِزَّتي وجَلالي لا أبرَحُ أغفِرُ لهم ما استغفَروني" (الهيثمي، مجمع الزوائد، 10/210).

يبين الحديث الشريف أنه طالما استغفر العبد ربه -سبحانه وتعالى- فإن الله يقبل توبته، ورغم كل المعاصي التي يقترفها الإنسان بحق نفسه وبحق خالقه فإن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا، وأنه -سبحانه وتعالى- يمهل الإنسان إلى حين لحظة موته، لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "فَوَاللَّهِ لا يَمَلُّ اللَّهُ حتَّى تَمَلُّوا" رواه البخاري.

ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَ: "قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: إنَّ أُمَّتَكَ لا يَزالُونَ يقولونَ: ما كَذا؟ ما كَذا؟ حتَّى يقولوا: هذا اللَّهُ خَلَقَ الخَلْقَ فمَن خَلَقَ اللَّهَ. وفي رواية: لَمْ يَذْكُرْ قالَ: قالَ اللَّهُ: إنَّ أُمَّتَكَ" رواه مسلم

يدل الحديث على هدف إبليس بجعله الناس يكفرون بالله تعالى، فيدلّ على وسوسته للعباد، فالشيطان يملي للناس بكل شر لهم وذلك ليضلهم عن سبيل الله الذي أمرهم به ونيلهم غضب الله تعالى وسخطه.

ما روي عن معاذ بن جبل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ إبليسَ له خُرطومٌ كخرطومِ الكلبِ واضعهُ على قلبِ ابنِ آدمَ، يذكِّرهُ بالشهواتِ واللذَّاتِ، ويأتيهِ بالأمانيِّ، ويأتيهِ بالوسوسةِ على قلبهِ ليشككَّهُ في ربهِ، فإذا قال العبدُ: أعوذُ باللهِ السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، وأعوذُ باللهِ أن يحضرونِ، إنَّ اللهَ هو السميعُ العليمُ، خَنَس الخُرطومُ عن القلبِ" حديث صحيح (الشوكاني،فع البأس عن حديث النفس/ 40)

عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: ذَكر النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربِّه تبارك وتعالى أنه قال: "إني خلقتُ عبادي حُنفاءَ وأنهم أتتْهم الشياطينُ فاجتالتْهم عن دينِهم، وحرَّمتْ عليهم ما أحللْتُ لهم، وأمرَتْهم أن يشركوا بي ما لم أُنزِلْ به سلطانًا" حديث صحيح (الألباني،غاية المرام/9)

يبين النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -تبارك وتعالى-، أن الله تعالى جعل كل ما رزق ابن آدم حلالًا له، وأنه خلقهم حنفاء لله، أي طائعين مخلصين، يميلون عن الباطل ويتبعون الحق الذي أمرهم الله تعالى به، لكن أتتهم الشياطين فزلّتهم وصرفتهم عن هذا الطريق الذي خلقهم الله تعالى عليه، وحرموا عليهم ما أحلّه الله تعالى لهم، وأنهم يأمرونهم بالشرك بالله ما لم ينزل الله به دليلًا وسلطانًا