هل ورد ذكر حواء زوجة آدم عليه السلام في السنة النبوية الشريفة

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٠٤ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم ورد اسم أم البشر حواء في السنة النبوية في عدة أحاديث منها الصحيح ومنها الضعيف:
أولاً: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"لَوْلاَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلاَ حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ" متفق عليه.

- فقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ولولا حواء): بالمد أي: لولا خيانتها في مخالفتها.
- وقوله: (لم تخن أنثى زوجها): أي: لم تخالفه (الدهر): أي: أبدًا، وكأن الخيانة تحصل من العوج الذي في طينتها أو جبلتها.

- وقال القاضي: أي لولا أن حواء خانت آدم، في إغرائه وتحريضه على مخالفة الأمر، بتناول الشجرة، وسنت هذه السنة، لما سلكتها أنثى مع زوجها.

-وقال الحافظ في الفتح:
قوله: "لم تخن أنثى زوجها" فيه إشارة إلى ما وقع من حواء في تزيينها لآدم الأكل من الشجرة حتى وقع في ذلك، فمعنى خيانتها أنها قبلت ما زين لها إبليس حتى زينته لآدم، ولما كانت هي أم بنات آدم أشبهها بالولادة ونزع العرق، فلا تكاد امرأة تسلم من خيانة زوجها بالفعل أو بالقول، وليس المراد بالخيانة هناك ارتكاب الفواحش، حاشا وكلا، ولكن لما مالت إلى شهوة النفس من أكل الشجرة وحسنت ذلك لآدم، عد ذلك خيانة له، وأما من جاء بعدها من النساء، فخيانة كل واحدة منهن بحسبها، وقريب من هذا حديث جحد آدم فجحدت ذريته.

وقيل: إن سبب خيانتها لآدم عليه السلام هو أنها ذاقت الشجرة قبل آدم، وكان قد نهاها، فغرته حتى أكل منها.

وقيل: إن سبب خيانتها أنها أرسلها آدم لقطع الشجرة فقطعت سنبلتين وأدته واحدة، وأخفته أخرى.ثانيا: عن سمرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لما حملت حواء طاف بها إبليس، كان لا يعيش لها ولد، فقال: سميه عبد الحارث، فسمته عبد الحارث، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطان وأمره) أخرجه الترمذي وقال عنه حسن غريب وضعفه الإمام الألباني رحمه الله. ثالثا: عن أبي اليمان المصري، قال: سألت الشافعي، عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم يرش من بول الغلام، ويغسل من بول الجارية، والماءان جميعا واحد؟

قال: لأن بول الغلام من الماء والطين، وبول الجارية من اللحم والدم، ثم قال لي: " فهمت؟ " أو قال: " لقنت؟ ". قال: قلت: لا. قال: " إن الله تعالى، لما خلق آدم، خلقت حواء من ضلعه القصير، فصار بول الغلام من الماء والطين، وصار بول الجارية من اللحم والدم. قال، قال لي: فهمت؟ قلت: نعم. قال لي: نفعك الله به " أخرجه ابن ماجه في السنن.

- وحواء هي زوجة آدم وأم البشر، فجميع البشر الذين يعيشون على الأرض ينتسبان لآدم وحواء.
- وقد خلقها الله سبحانه وتعالى من ضلع آدم في عندما كان نائمًا في الجنة، وسُميت بهذا الاسم؛ لأنها خُلِقَت من حي، وهو آدم، وقد جعلها الله زوجة له، وأمرهما أن يسكنا الجنة، ولكن يجب ألا يقتربا من شجرة مُعينة؛ حتى لا يغضب عليهما، ولكن غواهما الشيطان، وجعلهما يأكلان منها، فغضب الله عليهما، وأنزلهما إلى الأرض، واستكملا حياتهما فيها،

- يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: عندما خلق الله آدم، وأسكنه الجنة كان يمشي فيها وحيدًا لا يجد أنيسًا أو جليسًا، فعندما نام واستيقظ وجد حواء، فسألها: «من أنت؟ » فقالت: «امرأة»، فقال لها: «ولمَ خُلِقْتِ»، فقالت: «حتى تسكن إلي»، فقالت الملائكة: «ما اسمها يا آدم؟ » فقال: «حواء»، فقالوا: «ولِمَ كانت حواء؟ »، قال: «لأنها خلقت من حي»،

- ولذلك جاء التوجيه النبوي بأن حواء خُلقت من ضلع آدم، حيث قال: «استوصوا بالنساء خيرًا، فإن المرأة خُلِقت من ضلع أعوج، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا»