كثيراً ما يتنقّل الطلبة بين المدارس بحثاً عن تدريس أفضل، ومدرسة قريبة من مكان السكن أو تكلفتها قليلة، لا بأس بذلك لكن يعتبر التوجيهي مرحلة حسّاسة تتطلّب الاستقرار نوعاً ما على الأقلّ لمدّة عامين قبل التقدّم لاختبارات الثانويّة العامّة.
قد يؤدّي الانتقال من مدرسة إلى أخرى بالتأثير سلباً على الطلبة، فمنهم من يحتاج فترة للتأقلم على أجواء المدرسة الجديدة، وقد يجد بعضهم صعوبة في ذلك، كما أنّ هنالك منهم من ينزعج وتتأثّر نفسيّته عند الابتعاد عن أصدقائه ومعلّميه الّذين يحبّ، وهذا يسبّب الإحباط للطالب والتراجع في التحصيل الدراسي. بالمقابل من الممكن أن تؤثر عمليّة الانتقال على الطالب إيجابيّاً فقد تتوسّع دائرة معارفه ويبني صداقات جديدة ومريحة وينسجم مع زملائه، ويلتقي معلّمين رائعين يجعلونه محب للمدرسة ومتفوّق دراسيّاً بأساليبهم الرائعة.
من الممكن أن يواجه الطالب أساليب تدريس مختلفة، ومنهاج أصعب قد يؤثّر سلباً على مستوى تحصيله، بالمقابل قد نجد نتيجة عكسيّة لذلك، فتؤثّر إيجابيّاً على تحصيله العلميّ، وارتفاع مستواه الأكاديميّ، كما تقدّم خبرات جديدة له، وتوفّر أفضل الوسائل والتجهيزات التعليميّة، وقد يشعر بالأمان وتوفير الوقت نتيجة تأمين المواصلات الّتي لا تتوفر في جميع المدارس، ممّا يقع على عاتق الطلبة هم المواصلات.
قد يجد الطالب تغييراً في الأنشطة والهوايات الّتي يمارسها حسب توفّرها في المدرسة ممّا ينعكس سلبيّاً عليه، بالمقابل توفّر المدرسة أنشطة تكتشف بها موهبة الطالب وتعمل على تنميتها.
قد يسيطر على الطالب القلق ويصبح عدوانيّ أكثر عند تغيير البيئة المدرسيّة خصوصاً اتّجاه الطلبة المتنمّرين، ومن الممكن أن يصبح انطوائي ويفقد شهيّته وتكثر شكواه عن المدرسة؛ ممّا يؤثّر على تحصيله وتراجع دافعيّته نحو التعلّم والدراسة.
يجب محاورة الطالب حول هذا الموضوع، والتعاون مع المرشد الأكاديميّ والمعلّمين، يجب تشجيع الطالب على إقامة العلاقات مع الزملاء وتبادل الزيارات خارج المدرسة، ومن الأفضل المشاركة في الأنشطة خارج المدرسة معاً كالأنشطة الرياضيّة والفنّيّة؛ ممّا يعزّز علاقته بزملائه بالتالي تشجيعه على الدراسة والذهاب للمدرسة والاستعداد الجيّد للتوجيهي، وتحقيق النجاح في هذه المرحلة المهمّة من عمر طالب المدرسة.
8 مشاهدة
