تعددت الحركات الفنية عبر العصور، و تناقلتها الأجيال، و برز من خلالها العديد من الفنانين الاسطورين في عالم الفنون، فظهرت العديد من المدارس الفنية التي تصف شغف، و روح الفنان بكل شفافية لتخرج للعالم كمسار يستنبط منه الأجيال مختلف أعمالهم و لوحاتهم الفنية.
و لعل ابرز حركة فنية أعجبتني من بين مختلف أساليب الرسم الاخرى، هي الحركة التكعيبية او المدرسة التكعيبية التي أسسها أحد أفضل الرسامين عبر العصور بابلو بيكاسو.
تمتاز هذه الحركة بإتخاذ الفنان من الأشكال الهندسية جوهر لوحته، و اعتمادها على نظرية التبلور التعدينية التي تعتمد الهندسة أصولاً للأجسام، و لعل الفنان بابلو بيكاسو كان من رواد ومؤسسين هذه الحركة ومصدر إلهام للعديد من الفنانين عبر العصور ليمنحهم الفرصة لشق طريقهم في الفن و ابتكارهم للإبداع، و تأسيس أسلوبهم الخاص المبني على اساسات مدرسته.
"كل ما تستطيع أن تتخيله هو حقيقي."
بتلك الكلمات عبر بيكاسو عن قدرة الفنان على تجسيد خياله، و تحويله الى حقيقة من خلال فنه تلك الأحرف كانت مصدر الهام لي، وأول لقاء لي مع هذا الفنان المبدع، بحيث انني حاولت التعمق أكثر بأعماله، و بصدق كل لوحة كنت أراها تترك بداخلي اثر، و تجعلني اعجب بهذه الحركة الفنية أكثر، حتى اني أكاد أجزم أن عالم بيكاسو الداخلي يتكون من مكعبات، و اشكال هندسية ملونة، إستطاع تجسيدها بالوحاته و منح المتلقي الفرصة لرؤية عالمه خياله والتجول فيه من خلال نافذة روحه المتمثلة بأشكالها الغريبة.
من اكثر اللوحات التي جسدت الحركة التكعيبية من وجهة نظري هي لوحة (دورا مار والهر) التي رسمها بابلو بيكاسو، وجسد فيها كل معاني الحب، و قدرة الفنان على تجسيد مشاعره، و احاسيسه من خلال لوحاته، لكنه لم يرسمها بطريقة التقليدية بل رسمها بخطوط والوان رشيقة،، و تفاصيل تكعيبية، و اشكال هندسية ليترك ورائه قطعة فنية مبتكرة، فريدة من نوعها نابعة من داخله.
تلك اللوحة كانت سبب إعجابي و انجذابي لهذا النوع من الفن، بإختصار وجدت فيها الإبداع، و القدرة على تغير الأشكال بطريقة غير مألوفة قادرة على تعبير عن رؤية الفنان، و ما يدور بداخله، لعل التحرر من القيود ورسم بالطريقة مختلفة هو ما يميز هذه الحركة و يجعلني اتنقل بين صفوفها لإقتباس بعض الإلهام الذي يمثل شخصيتي الفنية.