في الثامن عشر من نوفمبر في عام 1987, قُتل اكثر من 900 شخص بأمر من قائدهم جيم جونز, المؤسس لمخيم جونزتاون وكنيسة أطلق عليها اسم معبد الناس, في دولة غايانا في امريكا الجنوبية. المبشر جيم جونز انشأ معبد الناس في 1950 ثم انتقل به الى كاليفورنيا, تحت ضغوط الميديا والاعلام, اضطر ان ينقل مستوطنته الى جايانا واعدا اتباعه ببناء مجتمع يوتوبي فاضل, مرتعا للأمان والاستقرار.
وُلد جونز سنة 1931 في انديانا, في مطلع عشريناته بدأ جونز بالعمل كخادم للمسيحية في مختلف الكنائس لتحقيق حلمه بانشاء كنيسته الخاصة.
عند بنائه لمعبد الناس قام بالتبرع لجهات خيرية كثيرة, الاهتمام بالمحتاجين وتقديم خدمات لتأهيل المدمنين ومساعدات قانونية من اجل تحقيق غايات المساواة بين الاعراق والعدالة المجتمعية. مع زيادة عدد الاتباع المخلصين الكثر, والمال الكثير, زاد الطمع وتحولت الاهداف الانسانية السامية الى غايات شخصية بحتة على حساب الاخرين. اصبح جونز يجبرهم على البقاء في المخيم, اصبح يطالبهم بممتلكاتهم وحتى بأطفالهم, مع مرور الوقت فقد جونز صوابه واصبح يوهمهم بقدرته الفظيعة على علاج السرطان والامراض المزمنة والعمى والكسور في يوم وليلة, اصبح جونز مصابا بالشك المرضي, يتعاطى المخدرات ويمارس الجنس مع غير امرأته, بالمختصر كان يقوم بعكس ما كان يبشر به, تعاليم المسيحية السمحة.
طبعا تم بناء جونزتاون في غايانا على يد اتباعه بالاجبار, يعملون ليلا نهارا في صحراء جايانا مع اهمال كبير من قبل قيادة جونز, حيث منع عنهم الدواء وصادر جوازات السفر لمنعهم من الرحيل, حتى انه كان يتجسس على مكالماتهم ورسائلهم لخوفه الشديد من ان ينقلب عليه احدهم.
ليو رايان, عضو في الكونجرس الامريكي, اخذ على عاتقه التحقيق القريب في مسألة جونز واجباره لاتباعه على البقاء طوع ارادتهم وقضايا الاساءة والاضطهاد التي مارسها بحقهم. سنة 1978 قام ليو برفقة عدد من اهالي مساجين جونز بالاضافة الى مصور وصحفي من قناة NBC بالسفر الى جايانا, الى جونزتاون للقاء جيم جونز والتأكد من سوء الاحوال ومساعدة الأناس المساكين.
طبعا قام جونز باقامة حفل عشاء للترحيب بالضيوف, ولكن عند اقامة ليو وفريقه في جونزتاون اشتكى الكثير من الاتباع من سوء الاحوال والاضطهاد الذين يتعرضون له من جيم وارادوا الرحيل مع ليو, في موعد الرحيل استطاعت امرأة واحدة ان ترافق ليو الى ارض الوطن, ولكن قبل ركوبهم الطائرة تم قتلهم جميعا من قبل بعض اتباع الطاغية المسلحين, في نفس اليوم وقعت المجزرة الكبرى.
اجتمع جونز بسكان المنطقة واخبرهم ان هناك جنود قادمين لقتلهم وان عليهم ان يتمردوا ويقاتلوا, واراد في نفس الوقت ان يختبر وفائهم واخلاصهم له فاعطى كل واحد منهم كأس مشروب الفواكه المسموم بالسيانايد وامرهم جميعهم بشربه تحت تهديد السلاح, اصغرهم فأكبرهم.
في اليوم التالي وجد مسؤولو مدينة جايانا جميع سكان جونزتاون موتى بالسم, وجيم جونز صريعا اثر رصاصة في رأسه ترجح انه انتحر بعد قتل اتباعه.
909 شخص فارق الحياة, العديد منهم كانوا اطفالا, استطاعت مجموعة صغيرة الهرب في تلك الليلة عبر الادغال, ومجموعة اخرى كانوا في الطرف الاخر من غايانا ومن بينهم ابن جيم, ستيفن جونز. بالمجموع 33 شخص قد نجوا من هذه المجزرة.
مجزرة جونزتاون هي ثاني اكبر جريمة في تاريخ امريكا بعد احداث تفجير برجي التجارة.
Jonestown - Massacre, Guyana & Cult - HISTORY
473 مشاهدة
