هل قرأت قبلًا عن قتلة متسلسلون يحملون فلسفات حقيقية حول جرائمهم؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٢٧ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 
     إن كنت ممن يحبون سماع القصص الحقيقية الغربية، فسيعجبك ما سأقول. حيث ان حقًا هنالك من يدعي من القتلة الشرسين المتسلسلين أن لهم أهدافًا ساميًا أو فلسفية أو حتى أن منهم من ادّعى أن أهدافه سماوية.


     إحد أولئك المجرمين كان القاتل المتسلسل الروسي ألكسندر بيشوشكين، وهو سفّاح خطير يلقب أيضًا باسم "قاتل رقعة الشطرنج"، أما عن السبب فسأخبرك به في سياق الحديث.
بيشوشكين هو قاتل تمت إدانته بـ 49 جريمة قتل بشعة، بالإضافة لثلاثة محاولات قتل أخرى. وقد كان مصرًا على ارتكاب 11 جريمة أخرى بحجة كسر الرقم القياسي، وذلك ليتفوق على الرقم الذي حققه مجرم آخر من نفس بلده، وهو القاتل المجرم الخطير أندريه شيكاتيلو والذي حقق 52 إدانة لـ 56 ضحية. ولم يكن تحطيم الرقم القياسي هو الهدف الوحيد الذ يسعى خلفه بيشوشكين، بل أيضًا رغبته بوصل الرقم 64 والذي هو عدد المربعات في رقعة الشطرنج، ومن هنا حصل على لقبه الذي ذكرته سابقًا؛ "قاتل رقعة الشطرنج".


     انتشرت شهرة هذا القاتل السفاح بشكل واسع عند الناس، والذي كان منهم نسبة من المعجبين! حتى أنه في الفترة الأخيرة أعلن عن خطوبته من إحدى معجباته، والتي يبدو أنها تستمتع برسائله المرسلة لها والتي يصف فيها طريقة قتله لضحاياه.


     يقضي بيشوشكين فترة حكمه المؤبد في زنزانة انفرادية، ويقضي أغلب وقته في قراءة الفلسفة، والتي سبق وأن أخذها كذريعة فكرية لما ارتكب من شنائع. بالإضافة إلى ادعاءه أن ما فعله لم يكن لأجله، بل كان أمرًا إلهيًا، حتى أنه وصف نفسه بإنه "يد الإله". حتى أنه لطالما اعتبر نفسه ضد ارتكاب الناس لجرائم القتل، وإن حجته الدائمة هي الاستجابة للأمر الإلهي الموجه له. ويذكر أيضًا أن أفعالًا ومشاعر مثل الندم والتوبة ليست غير ضرورية فقط، بل إنها غير جائزة أيضًا، إذ أن أفعاله كانت خارجة عن إرادته الشخصية حيث أنه لم يملك خيارًا آخر. 


     كانت إجابات وردود بيشوشكين دائمًا ما تظهر بشكل فلسفي، لا أدري إن كان متعمدًا الظهور بهذه الصورة أم أنها طبيعته فقط. إذ أنه ذكر في إحدى المرات يصف حياته: أنه قد درس الحياة! وأنه كان باستطاعته التأثير وتغيير طفولته وفترة شبابه، إلا أنه لم يرى أن ذلك كان ذا حاجة في ذلك الحين. ويذكر أن عائلته كانت طبيعية، رغم المشكلات التي تتعرض لها كأي عائلة عادية أخرى من صعوبات وعقبات. ويقول أن المؤثر الأول عليه هو المجتمع، العنصر الذي قدر على تدميره بحق. أما فيما يخص ما ارتكب من جرائم، فيقول أنه فعل هذا لكي يعيش، وأن السبب الوحيد للقت هو إرادة الحياة!


     هذا مثال صغير جدًا من زمرة كبيرة من المجرمين "المتفلسفين"، ما رأيك به؟