ما هي أعلى درجات خشية الله تعالى وما فضلها في الجنة

1 إجابات
profile/بتول-الحمصي
بتول الحمصي
ماجستير في الشريعة الإسلامية (٢٠١٦-٢٠١٩)
.
٢٥ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الخشية هي من العبادات القلبية التي تُنذِر المؤمن دائمًا بمراقبة الله تعالى في أفعاله وأقواله، فيقف عند حدود الله تعالى ويتّقيه وينفذ أوامره ويجتنب نواهيه، ويُخالف هواه ما أستطاع إلى ذلك سبيلًا. 

وأعظمها درجة عندما تختلي بنفسك وتعلم أنه لا أحد يراك إلا الله جلّ في علاه فتُجاهد نفسك لتمنعها عن المعاصي، وتجتهد في الطاعة أكثر. 

قال الله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ  } [ الملك / 12 ] 

وقال جلّ وعلا: { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) }. 

نرى هنا في قول الله تعالى عِظَم أثر القرآن الكريم في قلوب المسلمين وأن من أراد لقلبه الخشية فعليه بالقرآن. 

 
ولا شكّ أنّ فضلُ خشية الله تعالى عظيم في الدنيا والآخرة، فكيف لا يدّخر الله تعالى لك من الخير ما لا يخطر على بالك وأنت من تركت الدنيا وزينتها وملذاتها خشية أن تُغضِبَ الودود، وبعت الدنيا بنعيمها واشتريت بثمنها ساعة تناجي فيها الرحمن وجددت فيها شباب قلبك وراحته، ماذا تظن عوض الكريم عن ما تركت! 

لقد ادّخر لك في الآخرة الجنة ولك فيها مزيد من عطاءات الوهّاب التي لن تخطر على بالك، فقد قال سبحانه وتعالى في سورة ق : 

{ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ(33) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)

أما في الدنيا فَلَكَ إنشراح في الصدر وتيسير للأمور وبركة في العمر والرزق، و ستُرزق بفعل الطاعات وأُنسٌ في القلب وحبٌّ في قلوب العباد، ناهيك عن راحة النفس وشعور ملازم لك بمعيّة الرّحيم، وأي شعور أعظم!