ما هو مفهوم النخاسة الفكرية

 معنى مصطلح النخاسة اصطلاحاً: العبودية. واسم الفاعل منها نَخّاس وتعني: صيغة مبالغة من نخَسَ. وبائع الدّوابِّ ودَلاّلها "يلتقي النخّاسون في سوق الأحد". وبائع العبيد والرقيق "كثُر النخّاسون في القرن السادس عشر.

لكن النخاسة الفكرية هي العبودية على مستوى الفكر وليس الجسد. والخضوع الفكري من الأمور السيئة والمرفوضة في الشرع والفكر السليم. فالأصل بالشخص أن يتبين من أفكاره وعدم الإيمان بها والجزم دون دليل محض على ذلك. تعمل النخاسة الفكرية على خلق حالة من الجهل وتفشيه ويعمل على تعطيل القدرات الفكرية للأفراد. وتعمل أيضاً على تقديس أفكار معينة معدم القدرة على وضعها في إطار نقد أو تشكيك.

ولا يشطرت ضعف الشخص الذي يتبع الآخرين فكريا بل من الممكن أن يكون يتبنى أفكار معينة من حر ارادته لأي سبب كان كأن يكون له مغنماً من هذه الأفكار والتي لا تصلح إلا بالعبودية الفكرية وقد يكون الشخص لا يلقي بالاً لحالته الفكرية.

أما أصحاب الأفكار الحرة لا يقعون بشباك الأفكار الجاهزة أو ليس من الممكن السيطرة عليهم فكرياً. فهم دائمي تفقد مدخلات الأفكار والذي لا يرضى أو يتقبل الأفكار دون اقتناع.

"التبعية للآخر والخضوع له فكريا دون إمعان للإدراك العقلي هو استلاب للإرادة الفكرية بشكل خاص، مما يؤدي إلى اضمحلال أفق التفكير الحر والتصور السليم، فتذهب معه القدرة على الاستقلالية والموضوعية في صياغة الأفكار والآراء بحرية"

العبودية الفكرية يمكنها أن تغرس أفكار خاطئة بعقول الشعوب وتغسل أدمغتهم واستبدال العقول التي من المفروض أن تبدع وتفكر وتخرج بأفكار جديدة إلى آلات تحمل الأفكار الجاهزة التي تريد منهم الجهات التي ترغب بالسيطرة الفكرية على شعب معين أو إضعافه ونشر الجهل فيه. والخطير بالنخاسة الفكرية أن أصحابها قد يجهلون عبوديتهم الفكرية والتي قد تزين لهم الأفكار السلبية والخاطئة لتصبح مرغوبة من قبل الشعب أو الأفراد.

تلجأ الجهات التي تعمل على صبغة شعبهم بصبغة خاصة للرغبة في طمس الوعي لدى الأفراد والذي لطالما شكل خطورة على أشخاص ومناصب معينة. ولطالما سعت الدول التي ترغب بالسيطرة الاقتصادية والفكرية على قولبة أدمغة الناس من الدول الأخرى بطريقة تخدم رغباتهم وتطلعاتهم.