ما هو حكم ما يقال عن ظهور شبح أو عفريت مكان المقتول

هذا الكلام لا أصل له من الشرع ولا العقل ، فلم يرد في الكتاب ولا السنة ولا آثار عن سلف الأمة ولا قرونها السابقة المفضلة ، لا في أثر صحيح ولا ضعيف.

بل هي مجرد اعتقادات وخيالات وخرافات لا أصل لها ، يصدقها البعض فيخيل لهم عند حدوث جريمة قتل أن روح المقتول تدور في المكان وأنها تطلب الثأر ، أو أن هناك عفريتا أو جنا ظهر مكانه وغير ذلك من الأساطير والخرافات ، وهذا لا يمنع من أن يظهر الشيطان أحيانا في مكان جريمة القتل أو يعمل بعض الأمور حتى يفسد بين الناس ويزيد النار إشتعالا ويلقي العداوة والبغضاء بين الناس فيزيد الفساد فسادا ، فيذكر الناس بأحزانهم وثاراتهم .

وهذ الاعتقاد له أصل في الجاهلية وجاء الشرع بنفيه وإبطاله وتكذبيه وهو ما يسمى ( الهامة ) ، حيث جاء النهي عن ذلك في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الل عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : لا عدوى ولا هامة ولا صفر .

قال ابن حجر رحمه الله : 
( وقد ذكر الزبير بن بكار في الموفقيات: أن العرب كانت في الجاهلية تقول إذا قتل الرجل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة ـ وهي دودة ـ فتدور حول قبره فتقول اسقوني، اسقوني، فإن أدرك بثأره ذهبت، وإلا بقيت، وفي ذلك يقول شاعرهم:
يا عمرو إلا تدع شتمي ومنقصتي    أضربك حتى تقول الهامة اسقوني
 وكانت اليهود تزعم أنها تدور حول قبره سبعة أيام ثم تذهب ) .

وبعض المعاصرين في مصر صحح مثل ها الاعتقاد بزعمه أن ( العفريت مثل الولد الشقي، فيعمل أمورًا زائدة، فإذا كان هناك قتيل، فيذهب إلى مكان الجريمة ليشغل الناس، ويقوم بعمل خيالات للاستهزاء بهم وإخافتهم ) .
وهذ كما قلنا لا أصل له ولا دليل عليه ، ولو حصل مرة فلا يقال إن الجن يظهر مكان القتيل وأن هذا أمر مرتبط بالقتيل وجثته وأنه أمر دائم الحصول .
والله أعلم