يجوز شرب عصير عنب المعلب كالذي يباع في الأسواق الذي لم تضف له مواد تعمل على تخميره.
وذلك أن هذه العصائر ليست طبيعية خالصة في غالبها، وإنما تضاف إليها مواد وتعالج وتصنع بطريقة كيميائية بحيث لا تكون مسكرة ولا يحصل لها تخمر ولو مع مكوثها مدة، وخاصة العصائر التي لا توضع في الثلاجات فمثل هذه العصائر لا يحصل لها تخم ولا إسكار في الغالب.
والعلة في تحريم أي شراب هو إسكاره سواء قليله وكثيره، فكل ما أسكر كثيره فقليله حرام.
وعصير العنب والتمر والتفاح ونحوها من الفواكه التي تحتوي على السكر الأصل فيها الإباحة، لكنها إذا وضعت في الماء وغليت وطبخت معه إلى درجة معينة أو تركت في الجو الحار فإن التفاعل بين السكر الموجود في الفاكهة مع الماء يحدث تخمراً في هذا العصير ويجعله مسكراً مذهباً للعقل.
لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام ينبذ - يعني يرمى ويوضع - الزبيب في الماء فيشربه إلى غاية ثلاثة أيام، وبعد اليوم الثالث كان يرقيه ولا يشربه مخافة أن يصبح مسكراً، خاصة مع طبيعة البلاد الحارة هناك فإنها مظنة مسارعة الإسكار إليه.
وهذا مختلف عن نوعية العصائر المعالجة كيميائياً وتصنيعها في زمننا وهي أصلاً في غالبها ليست طبيعية خالصة ومعالجة بطريقة لا يخشى معها الإسكار.
أما كيفية تفرق بين عصير العنب الطازج والمتخمر، فيمكن ذلك بأمرين:
1. وجود الزبد أعلى العصير، فالزبد دلالة التخمر في العصير.
2.الرائحة، فالتخمر في العصير له رائحة مميزة يعرف معها تخمر العصير.
ومع ذلك لو أن هناك عصير عنب طبيعي ولبث مدة يمكن أن يتخمر فيها بحسب أهل الخبرة والمعرفة فإن الأحوط هو إهراق هذا العصير وعدم شربه ولو لم ير فيه علامة التخمر مخافة إسكاره، ومثل هذه العصائر الأولى شربها بسرعة وعدم تركها فترة طويلة على كل حال.
والله أعلم