مما ورد في تفسير قول الله تعالى: " وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " سورة البقرة / 57. أن الله لما ذكر ما دفع عن بني إسرائيل من النقم، شرع يذكرهم بما أسبغ عليهم من نعم، فقال عز وجل :" وظللنا عليكم الغمام "، والغمام: جمع كلمة غمامة، وسميت بذلك لأنه يغم الشماء، أي : يسترها ويغطيها، والغمام: هو السحاب الأبيض، ظلل به بنو اسرائيل في التيه، ليقيهم حر الشمس.
وفي تفسير ابن كثير، قيل أن الغمام: ليس السحان، وإنما هو الغمام الذي يأتي الله فيه يوم القيامة، ولم يكن إلا لهم.
وقول الله تعالى:" وأنزلنا عليكم المن"، فقد اختلف في معنى المن.
فقد قال علي ابن أبي طلحة نقلاً عن ابن عباس: كان المن ينزل عليهم -أي بني اسرائيل- على الأشجار، فيغدون يأكلون منه ما شاءوا.
وقيل: المن: صمغة، وقيل: إنه شيء أنزله الله تعالى عليهم مثل الطل.
وقيل: كان المن ينزل عليهم في محلتهم سقوط الثلج، أشد بياضاً من اللبن، وأحلى من العسل، يسقط عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس.
وبهذا فإن التفسيرات للمن متقارب، فهناك من المفسرين من فسره بالطعام، وهناك من قال بأنه شراب، والظاهر أنه من طعام وشراب، مما ليس لهم فيه عمل ولا كد.
وقد ورد في التحرير والتنوير، أنه لما سأل بنو اسرائيل الخبز واللحم كان ينزل عليهم المن في الصباح والسلوى تسقط عليهم في الليل، بمقدار ما يكفي جميعهم ليومه، إلا يم الجمعه فينزل عليهم ضعف الكمية، لأن في السبت انقطاع النزول.
والمن: مادة صمغية ينزل على شجر البادية، يشبه الدقيق المبلول، وطعمه فيه حلاوة إلى حموضة، ولونه يميل إلى الصفرة.
وأما السلوى، فهي جمع لكلمة سواة، وهو طائر بري لذيذ اللحم سهل الصيد كانت تسوقه لهم ريج الجنوب في كل مساء، فيمسكونه قبضاً ويسمى أيضاً بالسماني.
المصادر
تفسير ابن كثير
تفسير القرطبي
التحرير والتنوير
إسلام ويب